شاءت الصدف أن يكون ممثل السيد وزير الإعلام في اجتماع المجلس المركزي لاتحاد الصحفيين (دمشق ٢٩-١-٢٠١٩)، عضواً في المجلس، وعليه فإن أعضاء المجلس، وقد رأيت فيهم القلب النابض لصحفيي وصحفيات سورية، تحدثوا لأنفسهم ومع بعضهم عن احتياجاتهم، وجرت العادة أن يوجهوا كلامهم لأعضاء القيادة أو لرئيس مجلس الوزراء أو الوزراء، على أمل أن تلقى مطالبهم وهي كثيرة، آذاناً صاغية.
امتياز صحفيي وصحفيات سورية أنهم عابرون للصمت مناهضون له، يمتلكون عزيمة مذهلة في السعي إلى الأفضل لصالح شعبهم السوري الطيب الرائع، لا لأنهم لم يسمعوا بالحكم المحبطة مثل (فالج لا تعالج) أو دبكة خرما (المراوحة في المكان)، بل لأنهم يصرون على الأمل، مستفيدين من أن الشمس تشرق كل يوم، وتيمناً بما قاله (شكسبير) ذات يوم: أعطني مسرحاً أعطيك شعباً، يمكن القول: أعطني إعلاماً أعطيك شعباً، ولقد قدَّم الإعلام السوري مثالاًَ مبهراً على هذا الصعيد وهزم إعلام امبراطوريات إعلامية غنية وشرسة بإمكانات ضئيلة.
صحيح أن الفيس بوك ليس وسيلة إعلامية لكنه حامل لافتراءات هوجاء جديرة بتعبئة سياسة وإعلامية رفيعة المستوى وإذ نتأمل في المرحلة الراهنة ما بعد الانتصارات الكبرى على الإرهابيين وداعميهم، نجد أننا دخلنا المرحلة التي تعد الأصعب، مرحلة نحتاج فيها إلى إعلاميين يتابعون ويعرفون على صعيد ما نطلق عليه (الشأن المحلي – الاقتصادي والخدمي والاجتماعي)، ومثلما أبلى المحللون السياسيون بلاء حسناء يجب أن يلعب أقرانهم من الإعلاميين الذين يعملون في الشأن المحلي الدور ذاته، ولعل السجل واسع في محتوياته من قضايا الناس الأساسية التي تحتاج إلى متابعة إعلامية بعيدة عن اللغة الخطابية أو الإنشائية، تبحث عن الأسباب وتسأل عن الحلول وتعتمد الأرقام إذ لا علم بلا أرقام.
ولعل الصحفيين وهم يسعون إلى معالجة احتياجاتهم المهنية في مجلسهم المركزي، إنما يسعون إلى تقديم خدمة وطنية، فالحديث عن رفع سن التقاعد إلى ٦٥ سنة يلبي حاجة أغلب الوزارات التي تعاني نقصاً شديداً في الكوادر المؤهلة وهو نقص مربك وغير مثمر، أضف إلى ذلك أن الخبرة لا تقدر بثمن ومن الخطأ التفريط بها مهما كانت الأسباب.
وهذا مثال من أمثلة كثيرة طرحت في حوار الثلاث ساعات تعميقاً لأداء يحمل رسالة وطنية عنوانها الأبرز السعي إلى الأفضل.
أروقة محلية
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898

السابق
التالي