يبدو المشهد الإقليمي شديد التعقيد، وهو يزداد تعقيداً وتداخلاً مع كل تصريح أو خطوة أو إجراء سياسي فضلاً لما يسببه الواقع الميداني من انعكاسات تدفع الحكومات المعتدية للبحث عن أساليب جديدة لمتابعة العدوان الإرهابي بوسائل وأساليب جديدة تضاف إلى الطرائق القديمة التي تم اتباعها وتنفيذها منذ بداية العدوان على سورية، فرغم الانتصارات والإنجازات الميدانية الكبيرة فإن الحرب لم تنته، بل إن تلك الانتصارات المترافقة مع استقرار في معظم الأراضي السورية عبر التسويات والمصالحات المحلية وعودة الآلاف من الشباب للعمل الوطني والالتحاق بخدمة العلم، كل ذلك دفع المعتدين لرفع مستوى العدوان المصاحب بالكثير من القرارات والمواقف المختلطة والمتخبطة والمتناقضة فيما بين حكومات البغي والعدوان، فالتهديدات الأميركية ترافقت مع عقوبات تنفذها الحكومات داعمة الإرهاب وهي تتفنن في اختلاق أكاذيب وروايات تستعيد المربع الأول من العدوان وهي بذلك تتناسى أو تتجاهل نتائج العدوان وخروج سورية منها أكثر قوة وصموداً وثباتاً وقدرة على الاستمرار ومواجهة التحديات والعقوبات بمزيد من الالتزام الوطني والعمل الداخلي والخارجي المستند إلى رؤية واضحة وأهداف وطنية وإنسانية تقبل التعاون وترفض التبعية وفرض الشروط والإملاءات الخارجية.
هذا الواقع السوري هو ما يفسر حالة التعقيد والتخبط في المواقف العدوانية في الإقليم والعالم، أما الحقيقة المؤكدة فهي الانتصار الناجز مهما حاول العدوان تأخير وصوله.
البقعة الساخنة
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898
السابق
التالي