حرب اقتصادية جديدة ..!!

قررت أميركا وحلفاؤها الانتقال إلى أساليب أكثر قسوة في حربهم الاقتصادية على الشعب السوري ودولته بعد أن عجزوا عن تحقيق هدفهم الاستراتيجي في حربهم العسكرية عبر التنظيمات الإرهابية التي خلقوها ودعموها.. وطبعاً هدفهم من وراء ذلك النيل من عزيمة وصمود السوريين ومن مقومات صمود وسيادة وطنهم، فلو لم يكونوا على قناعة أن عقوباتهم الجديدة يمكن أن تفعل أكثر مما فعلته حربهم العسكرية لكانوا استمروا بالحرب العسكرية بشكل مباشر أو من خلال تنظيمات إرهابية جديدة، ولما كانوا لجؤوا للحرب والمواجهة الاقتصادية عبر العمل الجاد لإصدار قانون (قيصر) وغيره.
في ضوء ما تقدم نشير إلى أن نتائج حربهم الاقتصادية علينا بأساليبها الجديدة قد تكون بخطورة العدوان العسكري أو أكثر إذا لم ننجح كأحزاب ومنظمات ونقابات وحكومة وشعب في المواجهة كما نجحنا في المجابهة العسكرية على مدى السنوات الثماني الماضية.. والسؤال الأهم هنا: ما متطلبات تحقيق هذا النجاح؟ وهل هي متوفرة.. أم لا بد من العمل الجاد والاستثنائي لتوفيرها؟
في إطار الإجابة نقول.. لقد فعلت حكومتنا خيراً عندما أعدت خطة بديلة في جلستها المنعقدة يوم الأحد الماضي، وأقرت حزمة من الإجراءات وجملة من آليات العمل الجديدة التي تخدم البعد الاستراتيجي للمواجهة والحد من آثار العقوبات الاقتصادية الخطرة القادمة، لكن تنفيذ هذه الخطة الطارئة لن يتم بالشعارات والنوايا الحسنة، ولا بالدعاء وآليات المتابعة والمحاسبة والتعيينات والإعفاءات الحالية، إنما يتم من خلال جملة خطوات استثنائية يفترض أن يساهم بتحويلها إلى واقع كل مسؤول وكل مواطن من موقعه وحسب اختصاصه وصلاحياته، لعل أبرزها استثمار الإمكانات المتاحة لدينا أفضل استثمار، والحد من كافة أشكال الروتين والهدر والفساد فعلاً لا قولاً، وابتعاد أصحاب القرار عن استبعاد أصحاب المبادرات والكفاءات والمتميزين بأفكارهم وأدائهم، والإسراع بتنفيذ مشروع الإصلاح الإداري لأنه المقدمة الضرورية للقيام بالإصلاحات الأخرى، وانفتاح مسؤولي الوزارات والجهات العامة المختلفة على وسائل الإعلام والمواطنين عبر أساليب وطرق جديدة من اللقاءات والحوارات المباشرة، وصولاً لحالة من التشاركية والثقة التي نفتقدها حالياً، وتفويض مجالس إدارات المؤسسات بتخفيض النفقات في مؤسساتهم والجهات التابعة لها من بنود الموازنة التي لا تنعكس سلباً على العمل والإنتاج وتنفيذ شعار الاعتماد على الذات..الخ
ونختم بالقول إننا قادرون على النجاح في مواجهة الحرب الاقتصادية الجديدة وفق ما ذكرناه أعلاه ووفق أمور أخرى نتوقف عندها لاحقاً.
على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس