قررت أميركا وحلفاؤها الانتقال إلى أساليب أكثر قسوة في حربهم الاقتصادية على الشعب السوري ودولته بعد أن عجزوا عن تحقيق هدفهم الاستراتيجي في حربهم العسكرية عبر التنظيمات الإرهابية التي خلقوها ودعموها.. وطبعاً هدفهم من وراء ذلك النيل من عزيمة وصمود السوريين ومن مقومات صمود وسيادة وطنهم، فلو لم يكونوا على قناعة أن عقوباتهم الجديدة يمكن أن تفعل أكثر مما فعلته حربهم العسكرية لكانوا استمروا بالحرب العسكرية بشكل مباشر أو من خلال تنظيمات إرهابية جديدة، ولما كانوا لجؤوا للحرب والمواجهة الاقتصادية عبر العمل الجاد لإصدار قانون (قيصر) وغيره.
في ضوء ما تقدم نشير إلى أن نتائج حربهم الاقتصادية علينا بأساليبها الجديدة قد تكون بخطورة العدوان العسكري أو أكثر إذا لم ننجح كأحزاب ومنظمات ونقابات وحكومة وشعب في المواجهة كما نجحنا في المجابهة العسكرية على مدى السنوات الثماني الماضية.. والسؤال الأهم هنا: ما متطلبات تحقيق هذا النجاح؟ وهل هي متوفرة.. أم لا بد من العمل الجاد والاستثنائي لتوفيرها؟
في إطار الإجابة نقول.. لقد فعلت حكومتنا خيراً عندما أعدت خطة بديلة في جلستها المنعقدة يوم الأحد الماضي، وأقرت حزمة من الإجراءات وجملة من آليات العمل الجديدة التي تخدم البعد الاستراتيجي للمواجهة والحد من آثار العقوبات الاقتصادية الخطرة القادمة، لكن تنفيذ هذه الخطة الطارئة لن يتم بالشعارات والنوايا الحسنة، ولا بالدعاء وآليات المتابعة والمحاسبة والتعيينات والإعفاءات الحالية، إنما يتم من خلال جملة خطوات استثنائية يفترض أن يساهم بتحويلها إلى واقع كل مسؤول وكل مواطن من موقعه وحسب اختصاصه وصلاحياته، لعل أبرزها استثمار الإمكانات المتاحة لدينا أفضل استثمار، والحد من كافة أشكال الروتين والهدر والفساد فعلاً لا قولاً، وابتعاد أصحاب القرار عن استبعاد أصحاب المبادرات والكفاءات والمتميزين بأفكارهم وأدائهم، والإسراع بتنفيذ مشروع الإصلاح الإداري لأنه المقدمة الضرورية للقيام بالإصلاحات الأخرى، وانفتاح مسؤولي الوزارات والجهات العامة المختلفة على وسائل الإعلام والمواطنين عبر أساليب وطرق جديدة من اللقاءات والحوارات المباشرة، وصولاً لحالة من التشاركية والثقة التي نفتقدها حالياً، وتفويض مجالس إدارات المؤسسات بتخفيض النفقات في مؤسساتهم والجهات التابعة لها من بنود الموازنة التي لا تنعكس سلباً على العمل والإنتاج وتنفيذ شعار الاعتماد على الذات..الخ
ونختم بالقول إننا قادرون على النجاح في مواجهة الحرب الاقتصادية الجديدة وفق ما ذكرناه أعلاه ووفق أمور أخرى نتوقف عندها لاحقاً.
على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898
السابق
التالي