سورية تخوض آستنة القادم بذخيرة نصر ميدانـي… تركيا تناور حماقة من بوابة منبج.. وواشنطن تزج «المنطقة الآمنة» بسوق بازارها الإرهابي
يطفو على سطح مشهد التآمر الاميركي التركي المعهود في الشمال السوري معطيات ومؤشرات تؤكد نية حلف العدوان التركي الاميركي اللعب بورقة ميليشيا «قسد» التي تخلت عنها واشنطن لتحقيق أطماع أردوغان في الشمال عموماً تحت مسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة وفي منبج خصوصاً، ولوصول واشنطن الى غايتها الدنيئة باخراج مرتزقتها الدواعش من سجون ميليشيا قسد، ليعود آستنة بحلته الجديدة راسماً آفاقاً تفاؤلية لدى الجانب الروسي بتحقيق نصر سياسي جديد للدولة السورية يضاف الى الانتصارات المشرفة التي يحققها الجيش العربي السوري على كامل الجغرافيا السورية.
فها هي آستنة تعود من جديد على خط الحراك السياسي حول سورية، والزمان في منتصف شهر شباط الحالي، هذا ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أثناء لقائه نظيره الكازاخي بيبوت أتامكولوف، لكن هذه المرة كان تفاؤل لافروف مرتفعاً، حيث اعتبر انه من الممكن أن تستخدم تركيا وسورية اتفاقية أضنة لتوفير الأمن على الحدود السورية التركية.
اللافت في إعلان موعد اجتماع أستنة، كان في كلام لافروف الذي أكد أن تمركز جبهة النصرة الارهابية في إدلب لا يتوافق مع اتفاقات موسكو وأنقرة من أجل حل مشكلة هذه المنطقة، وأن الجيش العربي السوري جاهز لإنهاء هذه البؤرة بشكل كامل. ما يعني بحسب مراقبين أن تعهدات أردوغان حول المدينة قد سقطت ولم يستطع تجاوز ازمته التي وقع بها بعد فشله في إدلب، ولفت المراقبون إلى أن آستنة الجديد سيكون فرصة لوضع حد لارهاب جبهة النصرة في إدلب، بعدما فرغت الجعبة التركية من أيّ أوراق، إثر الاقتتال بين المجموعات الارهابية المسلحة وهيمنة النصرة على ريف حلب وإدلب وجزء من ريف حماة وهذا يعني أن أي ترميم للصورة في تلك المناطق من قبل تركيا، ستكون باهتة وساذجة ولا ترتقي حتى للمجاملات الدبلوماسية.
ووفقاً للمراقبين فإن هذا المشهد المعقد في شمال سورية، سيترافق مع استمرار الجانب التركي ممارسة لعبة استثمار الوقت، بالتزامن مع التزامه الضمني مع حليفه الأميركي، الذي يحاول التقريب بين أداته «قسد» والأتراك، بهدف واضح وهو منع دخول الجيش العربي السوري الى المناطق في شمال وشمال شرق البلاد، ما يعني أن مسألة إدلب، واستغلال التركي كل المساحات الوقتية الممكنة في العملية السياسية، من خلال العلاقات النشطة مع المجموعات الإرهابية، واستثمار قرار الانسحاب الأميركي المزعوم من الشمال، بني عليه العديد من الافتراضات السياسية التي يسعى من خلالها أردوغان الانتهازي لتحقيق أهدافه الخبيثة.
وحسب المراقبين فإن اجتماعات آستنة المقبلة والتي سيعود فيها النظام التركي من جديد بكامل بؤسه السياسي، سيحاول من خلالها طرح العبارات نفسها التي طرحها سابقاً على مسامع الروسي، ويردّد ما يريده الأميركي من جديد في ما يخص منطقة إدلب أو الانسحاب أو مناطق شمال وشمال شرق سورية، لكون الوصولي التركي الذي يتحالف مع الأميركي بشكل ضمني، لا يستطيع الخروج من عباءة دعم الإرهاب، المصنوعة على مقاسه بدقة، ضمن المشهد السياسي في المنطقة، والتي فصلتها له الولايات المتحدة الأميركية، وهي ما ستساهم أيضاً بانتشاله السياسي في تركيا ضمن الانتخابات المقبلة.
الحقائق التي سلطت الضوء على خبث النيات الاميركية التركية المشتركة جاءت وسط معلومات افادت بأن فريقاً خاصاً من المحققين الروس شرع في تحريات واسعة النطاق في سورية، استمراراً لملاحقة إرهابيي داعش والجماعات الإرهابية المسلحة هناك، ومحاكمة من يقع في قبضة العدالة وتثبت إدانته منهم.
وذكر فريق المحققين الروس أنه تم بمساعدة الهيئات الأمنية السورية والروسية، جمع ملفات ضخمة عن الارهابيين الدواعش تتضمن أدلة إدانتهم بجرائم فظيعة، وستبرزها النيابة الروسية أمام المحاكم السورية والروسية لدى مقاضاة هؤلاء المجرمين.
ليعود التركي المأزوم ليطرق باب منبج من جديد حيث توعد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إنه في حال لم يتم إخراج ميليشيا قسد من مدينة منبج شمال سورية خلال بضعة أسابيع فإن تركيا ستتخذ الإجراءات اللازمة.
وزعم رئيس النظام التركي إلى أنه لا توجد خطة مرضية مع الولايات المتحدة بخصوص إقامة ما سمَّاها «المنطقة الآمنة» المزعومة شمال سورية، وأن الأوضاع الراهنة في شرق الفرات ومنبج، على رأس أجندات تركيا.
وجدد إصراره على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة المزعومة تحت سيطرة تركيا، في وقت يستمر فيه الحلف الاميركي التركي بمساعيه المشبوهة لتحقيق وهم «المنطقة الآمنة» المزعومة في هذا السياق بدأ فيه وفد تركي يرأسه مساعد وزير خارجية النظام التركي سادات أونال أمس محادثات مع مسؤولين أميركيين في العاصمة واشنطن، في إطار ما تسمى مجموعة العمل المشتركة التركية الأمريكية الموقعة بين الجانبين في شباط العام الماضي.
وبحسب مصادر فإن تطبيق ما تسمى «خارطة الطريق حول منبج» سيكون على قائمة أجندات وفد النظام التركي في واشنطن، حيث تصر تركيا على ضرورة تطبيق خارطة الطريق المزعومة حول منبج، قبل انسحاب القوات الأمريكية الوهمي من سورية، واستعادة واشنطن لأسلحتها الموجودة بيد ميليشيا قسد.
كما سيناقش الوفد التركي بحسب المصادر، مسألة إنشاء ما تسمى «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري.
بالتوازي مع المساعي المشبوهة للاميركي والتركي يعود مشهد الانسحاب الاميركي المزعوم من سورية الى الواجهة وتتكشف المزيد من نيات واشنطن التي تبيتها في سورية، فبعد موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على تعديل ينتقد قرار دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية رجحت قناة «أن بي سي» الأمريكية، أن يُقدم ترامب على تغيير خطته لسحب القوات الأمريكية المحتلة من سورية.
وأضافت القناة الاميركية أن ترامب قد يقرر إبقاء قوات بلاده في قاعدة التنف، معتبرةً أنه في حال انسحاب القوات بالكامل، ستكون الوحدات الأمريكية الموجودة في هذه القاعدة، آخر من يغادر الأراضي السورية.
وطالبت واشنطن الدول باستعادة ارهابيي داعش الذين ألقي القبض عليهم من قبل أداتها «قسد» في سورية وذلك قبل يومين من اجتماع في واشنطن يشارك فيه عشرات من شركاء مايسمى «التحالف الأمريكي» لبحث التطورات المستقبلية في سورية.
ويقدر عدد الأسرى الدواعش الذين تحتجزهم «قسد» بحسب مسؤولين أمريكيين 850 إرهابياً.
وتقول الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إنها تريد عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم الأصلية ومحاكمتهم.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903