ما من مناسبة سجلت فيها كرتنا تحديداً أو رياضتنا بشكل عام فشلاً في أي استحقاق، إلا وتشابهت المعالجة مع خطوات تم اتخاذها بعد إخفاقات أو عثرات سابقة، ونحن إذ نذكر مصطلح المعالجة فإننا نذكره تجاوزاً لأن الوقائع تؤكد أن هذه العملية لم تكن يوماً موجودة في رياضتنا، بدليل توالي الإخفاقات وتكرار الأخطاء، مع الاعتماد بشكل دوري على الوجوه ذاتها التي عادة ما تثبت فشلها، دون أن يتم الإقدام على أي تغيير ودون منح الفرصة لوجوه جديدة على المستويين الإداري والفني.
أحيانا يتمثل مصطلح المعالجة الذي نذكره تجاوزاً بعدة تصريحات ووعود تبشر الشارع الرياضي بمستقبل أفضل، وتوهمه بوجود خطط استراتيجية وأفكار خلاقة للنهوض بواقع رياضتنا، فتأتي هذه الوعود والتصريحات كالماء البارد الذي يخفف من غليان الشارع الرياضي الغاضب نتيجة سوء النتائج المسجلة، قبل أن يتم وأد حالة الغليان من خلال اللعب على عامل الوقت بتوالي الوعود، دون أن يتحقق منها ولو جزء يسير على أرض الواقع.
ما نقوله وبكل أسف ليس انعكاسا لحالة من التشاؤم التي تعتري الجميع بعدم وجود أي أفق لتغيير واقع رياضتنا، ولكنه انعكاس لواقع مرير تعيشه رياضتنا التي تبدو عاجزة تماماً عن التعلم من أخطائها وما أكثرها.
المشكلة هي أن إخفاقات رياضتنا كثيرة، وفي كل عام نكون على موعد مع كارثة فنية في اللعبة الشعبية الأولى أو في باقي الألعاب، ولو أن القائمين على اتحادات الألعاب أو على المنظمة الرياضية الأم استفادوا من بعض تجارب رياضتنا الفاشلة وليس من كل التجارب المحبطة، لتشكلت لديهم قاعدة بيانات وخبرات تمكنهم من رسم خارطة طريق لتطوير الرياضة السورية في كافة الألعاب، سواء أكانت هذه الألعاب جماعية أو فردية.
طبعا ما يؤكد كلامنا على سبيل الذكر لا الحصر هو ردّات فعل أصحاب الحل والربط في مكاتب المنظمة الرياضية الأم في البرامكة، وفي مكاتب اتحاد الكرة تحت قبة الفيحاء، حيث اتسمت هذه الأفعال بكونها أخذت شكل وعود كان من الواضح أن هدفها اللعب على عامل الوقت وتخفيف حدة الانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة ومعه الاتحاد الرياضي العام، قبل أن تتلاشى هذه الانتقادات تدريجيا.
هذه هي طريقة معالجة مسؤولي رياضتنا لأي إخفاق أو فشل، وفي الوقت ذاته هي العلة التي تبقي رياضتنا ملتصقة بالقاع دون أي تطور.
يامن الجاجة
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903
التالي