نقلت «وول ستريت جورنال» الأميركية قبل يومين عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ما قالت إنه خطة وضعها البنتاغون لخروج القوات الأميركية من سورية، مؤكدة أن الخطة التي بدأ تنفيذها من المقرر أن تنتهي بحلول نيسان المقبل، مشيرة إلى وجود برامج زمنية محددة لإخراج العناصر والآليات تباعاً.
بصرف النظر عن صحة ما جرى تسريبه للصحافة عن الخطة وجداولها الزمنية، وبصرف النظر عن دقة ما يجري الحديث عنه لجهة التوصل لاتفاقات بين القوات الأميركية الغازية ونظام أردوغان والميليشيات الانفصالية حول المستقبل، فإن ما لم تذكره التسريبات يبدو أكثر إثارة مما أتت عليه، ذلك أن ثمة تسريبات أخرى تتردد من أن واشنطن ستُعلن – قبل خروجها – إنجاز مهمة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
بل إنّ هذه التسريبات راحت تتحدث عن سيناريوهات هوليودية تُعد لها واشنطن تتعلق بتفجير مُفاجأة من العيار الثقيل تَحتاجها إدارة دونالد ترامب بهذه الأثناء لتوظيفها سياسياً على غرار ما جرى فبركته واستثماره سابقاً.
المفاجأة التي يجري الإعداد لها، هي الإعلان عن اعتقال أو مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، ذلك في مُحاكاة للعملية التي أُعلن فيها عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، ليكون مُمكناً لترامب ادّعاء إنجاز المهمة، والتبجح بتحقيق الانتصار على داعش صنيعة الاستخبارات الأميركية، وهو ما قد يُخفف عنه الانتقادات ويُقدمه للرأي العام بصورة أخرى ربما تَنجح بإنهاء حالة الانقسام داخل الكونغرس.
ما الغريب في الأمر؟ هل يبدو من المُستهجن أن تَخرج القوات الأميركية المُحتلة تحت غطاء كذبة بهذا الوزن، وهي التي بدأت حربها ومشروعها العدواني بكذبة مُماثلة؟!.
لا يبدو غريباً ولا مُستهجناً أن تَسوق واشنطن المزيد من الأكاذيب لتغطية هزائمها الحالية والمستقبلية، وهي النظام الامبريالي المُتوحش القائم على الكذب والفبركة لتَسويغ خطوات ومشاريع العدوان الدائم والمستمر ضد الدول والشعوب في منطقتنا والعالم، غير أنّ الغريب والمُستهجن هو أن يُصدقها ويَلتحق بها الغرب الفاجر وسواه من الدول المَسلوبة إرادتها وسيادتها والمُستغرقة بتبعية عمياء لأميركا!.
حصلَ السيناريو الهوليودي الذي أُشير له بالتسريبات الأخيرة أم لم يحصل، فإن ذلك لن يُغيّر في واقع أن واشنطن تخرج مهزومة، اليوم من سورية، وغداً من العراق، وبعد غد من المنطقة، كما لا يُغيّر ذلك في حقيقة عجزها عن إعادة تدوير أذرعها الإرهابية – داعش وسواه – استثماراً أو إبقاء على الحالة القائمة بانتظار نضوج مشروع شيطاني آخر يكون امتداداً للدواعش .. البغدادي، الظواهري، ابن لادن والجولاني أبناء أميركا، يُقيمون بمُعسكراتها ويتحركون تحت حمايتها، ولهم مدة صلاحية تنتهي بأمر عمليات منها بالتصفية أو الاعتقال، ودائماً حسب الحاجة!.
علي نصر الله
التاريخ: الأثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906