يزداد المشهد تعقيداً في كل من إدلب والجزيرة السورية شرقي الفرات مع سيطرة جبهة النصرة ( هيئة تحرير الشام) الإرهابية على إدلب من جانب وقرار ترامب المتخبط بالانسحاب من سورية من جانب آخر، فيما لا زالت مجموعات قوات قسد تلعب دوراً تخريبياً يخدم الدور الاستعماري التركي بسلوكهم التبعي المرتبط خارجياً بأي طرف كان سواءً كان أميركياً أم أوروبياً ما دام هناك قيادات كردية دخيلة على المجتمع السوري تتحكم بمصير الكثير من أهلنا في المنطقة، وهي مستمرة في اللعب على تناقضات الصراع ريثما ينقشع ضباب اللقاءات الدولية وخاصة مؤتمر آستنة المنتظر وما سيبحثه من مستجدات لأوضاع منطقة خفض التصعيد في ظل الاختراقات المستمرة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة بطلب من أجهزة الاستخبارات التركية، وبذلك ستكون المنطقة مفتوحة على احتمالات متعددة للمواجهة طالما بقي هناك مجموعات إرهابية مسلحة، لا بد من الإجهاز عليها وعلى وجودها على كامل الأراضي السورية.
فكيف ستكون المعركة القادمة؟ في ظل الاحتفاظ بالإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري الباسل، جاءت ردود الفعل الأميركية والغربية الاستعمارية داعية إلى زيادة التصعيد ودعم مجموعات النصرة وتوسيع انتشارها في إدلب بموازاة الطلب إلى الحكومات الخليجية وقف الاندفاع باتجاه سورية والضغط عليها وعلى دول عربية أخرى لمنع عودة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية وعدم إشراكها بمؤتمر القمة العربية القادم المزمع عقده في تونس نهاية آذار القادم، وترافق هذا كله مع إصدار الكونغرس الأميركي حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية والمالية بحق مؤسسات وأفراد استمراراً لعقوبات سابقة لها آثارها على الحياة المباشرة لمجموع الشعب السوري الذي يدعون مساعدته! هذه الصورة المعقدة تظهر حجم وطبيعة العدوان والآليات التي يستخدمها أصحاب المشروع التآمري خدمة للمشروع الصهيوني أولاً وأخيراً، الأمر الذي يضعنا أمام مواجهات قادمة أكثر توحشاً وإرهاباً خبرنا أسلوب مواجهتها ونحتاج أساليب أكثر قوة لمواجهة استحقاقات المعركة القادمة، وإننا لقادرون.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906