يعكس التصعيد الحاصل على الأرض من قبل منظومة الإرهاب حالة الهستيريا التي تعيشها تلك الأطراف إثر هزيمتها في الميدان لذلك تجدها في تهديد وتحشيد وتصعيد مستمر كجزء من محاولات العبث بالواقع المرتسم على الأرض سعياً لإعادة عقارب الساعة الى الوراء، أو في إطار رفع المعنويات التي باتت في أدنى مستوياتها.
بحسب التصريحات والمواقف السياسية التي أعلنها محور المقاومة والدفاع عن سورية خلال اليوميين الماضيين، فإن المشهد في طريقه إلى الحسم وإن مآلات الإرهاب وكل الدول الداعمة له والمراهنة عليه أصبحت واضحة وساطعة ومعروفة بحكم الجولات السابقة معه، تكفي رسائل التنبيه والتحذير التي وجهتها كل من دمشق وحلفائها مراراً وتكراراً لاستقراء ملامح وعناوين المرحلة المقبلة والوصول إلى قناعة أكيدة باستحالة بقاء الأوضاع على ما هي عليه دون حسم، في ظل استمرار ما تبقى من المجموعات الإرهابية وبدعم واضح ومعلن من الدول الداعمة لها بخرق الاتفاقيات والتعهدات المبرمة بين الأطراف الفاعلة خصوصاً فيما يتعلّق باتفاق المناطق الآمنة.
كل ما يحصل يرتبط بشكل أو بآخر بمخاضات اللحظة الحاسمة لجهة تداعياتها الكارثية على منظومة الإرهاب التي ضربتها عواصف الخلافات والهزائم من كل الاتجاهات إلى درجة توقع أن تكون المرحلة المقبلة مسرحاً لصراعات تلك الأطراف برغم المحاولات المتكررة لتجاوز تلك الخلافات من خلال الاتفاق على التحضير لجولات جديدة من التصعيد ضد دول المنطقة.
الهروب والخداع والمناورة وشراء الوقت والهروب إلى الأمام لم يعد يجدي نفعاً أمام زخم التحوّلات الكبرى التي ضربت المشهد وبالتالي فإن المطلوب من قبل أطراف الإرهاب مقاربة الواقع بموضوعية ومسؤولية والانصياع للقواعد والمعادلات الجديدة وغير ذلك هو دفع بالأمور إلى حافة الهاوية التي سوف تبتلع كل من جاء بالإرهاب ودعمه وراهن عليه.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 12-2-2019
الرقم: 16907