سورية تفرد أوراق انتصاراتها على طاولات الحلول.. بين انسحاب مزعوم وتسعير إرهابي.. تتشابك خيوط الأطماع الاستعمارية بالشرق
في الوقت الذي يطل فيه سوتشي من بوابة ملامح النصر التي بدأت تطفو على سطح المشهد السوري تستمر ألاعيب محور الشر الاميركي التركي في الشمال السوري، وتحاول معها واشنطن الترويج لأكذوبة الانسحاب المزعوم لتسير في ركب الاكاذيب، فرنسا التي تخطو خطا سيدتها واشنطن، ويعزف النظام التركي على وتر أطماعه في شرق الفرات ومنبج, لتبقى معركة إدلب المنتظرة التي ستنهي أحلام محور الشر في سورية وستقضي على أدوات إرهابهم عنوان الحل السوري النهائي بشقيه الميداني والسياسي.
فمع اكتمال التحضيرات لانطلاق قمة سوتشي المرتقبة غداً ينتظر العالم إسدال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستارة انسحاب قواته المحتلة المزعوم من سورية والتي ربطها باكذوبة القضاء على «داعش» التي يسوّق لها معه مسؤولو البنتاغون الذين زعموا أنها ستبدأ خلال أسابيع أو أيام ربّما، من دون أن تظهر حتى الآن أي بوادر فعلية وحقيقية للانسحاب وسط ظهور بوادر اطماع تركية اميركية مشتركة واضحة حول مصير شرقيّ الفرات. فالتسويق لأكذوبة الانسحاب الاميركي المزعوم من سورية اتضحت ملامحها عندما قال من يسمى قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية، جوزف فوتيل خلال حديث له نقلته وكالة «رويترز»، إلى أن نقل الأفراد أسهل من نقل العتاد، لذا ما نحاول فعله الآن هو نقل هذا العتاد الذي لا نحتاجه.
هذا وشهدت مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة أمس الاول، تسجيل انسحاب أول رتل أميركي مؤلف من نحو 30 سيارة بعضها محمل على ناقلات، انسحب من مدينة الطبقة باتجاه مركز محافظة الرقة.
وجاء الانسحاب الأميركي، بعدما انتشر فيديو يظهر قيام ناشطين في الطبقة بحرق الأعلام الأميركية والفرنسية ورفع علم الجمهورية العربية السورية.
ووفقاً لمراقبين فإن انسحاب واشنطن من سورية ليس انسحاباً حقيقياً إنما اعادة انتشار للقوات الاميركية الغازية خارج الحدود السورية وضمن الاراضي العراقية، في هذا السياق أفادت معلومات بأن القوات الأميركية بدأت نقل بعض المعدات العسكرية من شمال شرق سورية إلى العراق، ووصلت الدفعة الثانية خلال الشهر الجاري من المعدات قبل أيام إلى قاعدة عين الأسد العراقية.
وعلى خطا أكذوبة الانسحاب الاميركي أعلن السفير الفرنسي لدى روسيا، سيلفي بيرمان أمس أنه تجري حالياً، مناقشة مسألة سحب القوات الفرنسية المحتلة من سورية وزعم السفير الفرنسي أن هذه المسألة تتم مناقشتها الآن.
هذه المعطيات التي تعكس حجم المكر الاميركي الفرنسي المشترك جاءت مع إظهار حقيقة حماية واشنطن لـ «داعش» واستمرارها بدعمه، حيث لم تعكس التطورات في بلدات وادي الفرات التي يسيطر عليها «داعش» مزاعم واشنطن بإنهاء آخر معاقل التنظيم الارهابي في الشمال وقصف تحالف واشنطن المزعوم الذي استمر في حصد أرواح المدنيين في المخيمات بين ريفَي دير الزور والحسكة خير دليل على عدم نية واشنطن سحب قواتها المحتلة.
وفي إطار التغطية المقصودة على جرائم تحالف واشنطن تركزت تغطية وسائل الإعلام المرافقة لقوات تحالف واشنطن الارهابي بزعامة اميركا على ارهابيي داعش وعائلاتهم الخارجين نحو مناطق سيطرة ميليشيا قسد من دون التركيز على الضحايا المدنيين أو النازحين الفاقدين لأهم المواد الإغاثية الأساسية في المخيمات بين ريفَي دير الزور والحسكة.
في السياق نفسه ذكر مركز المصالحة الروسي أن احتجاجات الأهالي في سورية ضد تواجد تحالف واشنطن المزعوم في سورية لم تتوقف.
الجرائم المفتعلة لتحالف واشنطن ومحاولات تأخير الانسحاب الاميركي تحت ذريعة القضاء على داعش يقابله تفاؤل تركي مزعوم بقرب التوصل إلى اتفاق شامل مع حليفه الاميركي حول منبج و«المنطقة الآمنة». وتصريحات تركية مستمرة أشارت إلى تسريع تنفيذ حلم «اتفاق منبج» بين الجانبين.
وسط هذا التناقض على الأرض والتذبذب بالاصطفافات المعهودة بالنظام التركي تحاول أنقرة بمراوغة جديدة اللجوء الى روسيا وتكثيف محادثاتها معها، لضمان صيغة مدروسة للشمال السوري عقب الانسحاب الأميركي المفترض. حيث حضر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى أنقرة مؤخراً بناءً على دعوة وزير حرب النظام التركي، خلوصي أكار. وتركز البحث على ملف إدلب، تحضيراً لقمة سوتشي المرتقبة غداً، بين رؤساء الدول الضامنة لمسار محادثات آستنة.
بين محاولات واشنطن التسويق لاكذوبة انسحابها ومحاولات اردوغان المتكررة لتحقيق حلم «المنطقة الآمنة» تتوالى الأدلة التي تكشف يوماً بعد آخر امتلاك مرتزقة ادلب للاسلحة الكيميائية حيث أصيب عسكريين اثنين نتيجة استنشاق مواد غازية سامة بعد استهداف الإرهابيين منطقة شم الهوى بريف إدلب الجنوبي الشرقي بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة.
وأكدت مصادر ميدانية أن الإصابة حدثت بعد استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة منطقة «شم الهوى» الواقعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة.
هذا وكانت روسيا قد أعلنت مسبقاً أن الإرهابيين في إدلب يواصلون تخزين المواد السامة وهدفهم السيطرة على «منطقة خفض التصعيد»
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الأربعاء 13-2-2019
الرقم: 16908