في الأشهر القليلة الماضية كانت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يتناوبان العدوان المباشر على سورية بعد أن فشلت أدواتهما الإرهابية في مهامها الإجرامية، وبعد أن دحر الجيش العربي السوري التنظيمات المتطرفة التي دعماها من معظم الجغرافيا السورية.
ففي حين كان التحالف الأميركي يقصف المدنيين الآمنين ومواقع الجيش العربي السوري كان العدو الإسرائيلي يراقب وينتظر الاستثمار في العدوان، والعكس بالعكس حيث كانت أميركا تتفرج على العدوان الصهيوني وتصفق له باستمرار حين كان يقوم بحماقاته الفاشلة.
أما اليوم فيبدو أن هستيريا المعتدين بلغت ذروتها، فأصبح العدوان ينفذ من قبل الطرفين بآن واحد، ففي الوقت الذي قام به العدو الإسرائيلي باستهداف مواقع عدة في محافظة القنيطرة، وإطلاقه لصواريخ الحقد الصهيوني حتى على مشفى القنيطرة، كان طيران التحالف الأميركي المزعوم ضد الإرهاب يرتكب في اليوم ذاته مجزرة أدت لاستشهاد عشرين مدنياً بينهم سبعة أطفال جراء القصف المكثف للمنازل السكنية بإحدى قرى محافظة دير الزور.
لا شك أن توقيت هذا العدوان المزدوج يشي بالعديد من الحقائق أولها فشل الأميركي والإسرائيلي في ترسيخ سراب المنطقة الآمنة المزعومة التي طرحوها لتحقيق أكثر من هدف في آن معاً، وثانيها فشلهما أيضاً في تسويق (قسد) وإعادة إنتاج أدواتهما المتطرفة كداعش، وثالثها تعويض خسائرهما الاستراتيجية في سورية عبر العدوان المباشر.
لكن الذي غاب عن الصهيوني والأميركي أن السوريين سيدحرون عدوانهم وكل مخططاتهم المشبوهة، وسيؤكدون نصرهم على الإرهاب، ومقدمات الانتصار أصبحت تؤكد النتائج.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 13-2-2019
الرقم: 16908