صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة «آفاق ثقافية» الكتاب الشهري (الإعلام بين الثقافة والتربية «دراسة إعلامية من منظور وظيفي») تأليف: د.عيسى الشّماس… ب363 صفحة من القطع المتوسط.
يتضمن الكتاب دراسة عن وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، بأسلوب منهجي علمي يعتمد العرض والتحليل، فيبدأ بتوضيح مفهوم الإعلام وأهميته ووظائفه، ومن ثم علاقته بالثقافة والتربية، بوصفه مصدراً مهماً لنقل الأفكار والقيم والخبرات والسلوكات، التي تخص الكبار والصغار على حد سواء.
يدرس الكتاب بالتفصيل طبيعة وسائل الإعلام التقليدية (الصحافة، والإذاعة، والتلفاز، والمسرح، والسينما، والمراكز الثقافية) وأهميتها الثقافية والتربوية، وكيفية توظيفها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال موضوعاتها وبرامجها المتنوعة ذات المضمونات الثقافية والتربوية.
وينتقل إلى دراسة وسائل الإعلام الإلكترونية الحديثة (الحاسب والإنترنت وبرامجهما)، فيبين ميزاتها الإيجابية والسلبية، وكيفية توظيفها في التثقيف والتربية والتعليم، ويركز على مقاهي الإنترنت التي يرتادها الأطفال والفتيان، ويتصفحون مواقع مختلفة من المعلومات والخبرات والسلوكات، من دون رقابة أو توجيه.
ويخلص الكتاب إلى تأكيد العلاقة الوثيقة بين الإعلام والثقافة والتربية، لأن كلاً منها يتضمن التعليم والتثقف والتهذيب وغرس القيم والسلوكات المرغوبة, ولذلك فمن الضرورة الاهتمام بتوظيفها بفاعلية إيجابية لتحقيق الأمن الثقافي والتربوي، في ظل العولمة وتأثيراتها السلبية في ثقافة الكبار والصغار، وفي سلوكاتهم ومواقفهم الاجتماعية والذاتية.
في الفصل الأول من الكتاب يتحدث الشماس عن مفهوم الإعلام وطبيعته وأهميته, ويبين العلاقة بين الإعلام والاتصال من جهة, وبين الإعلام والاتصال والتعليم من جهة أخرى.
في حين عرض في الفصل الثاني أربع نظريات للتأثير الإعلامي وهي: نظرية التأثير المباشر, نظرية التأثير المحدود, نظرية التأثير المعتدل, ونظرية التأثير القوي ليصل إلى التأثير المتبادل بين الإعلام والمتلقي.
وفي الفصل الثالث تحدث عن بداية التطور الذي حصل على وسائل الإعلام ووظائفها حتى العصر الحاضر, فاصلاً في قضايا الإعلام المعاصر والمتمثلة في توظيف التكنولوجيا ومواجهة التبعية الثقافية وترسيخ القيم الفكرية والتربوية والاهتمام بقضايا الجمهور وصولاً إلى ضرورة العمل الإعلامي التكاملي.
وتحت عنوان (الإعلام والثقافة) تحدث الشماس عن مفهوم الثقافة وطبيعتها, والهوية الثقافية في حياة الفرد والمجتمع, وربط ذلك بالأمن الثقافي والثقافة الأمنية, ليصل إلى دور الإعلام في تحقيق الأمن الثقافي من خلال تعزيز الذات الثقافية الحضارية من دون انغلاق والحوار مع الثقافات المعاصرة لإغناء الثقافة المحلية من دون تبعية.
اما في الفصل الأخير فيتناول وسائل الإعلام الالكترونية الحديثة وتأثيراتها الثقافية والتربوية حيث يوضح الشماس أن وسائل الاتصال الحديثة هدمت كل الحدود الطبيعية والثقافية القائمة بين الدول والمجتمعات وأن أهمية الإعلام الالكتروني في تيسير الوقت والوصول إلى مصادر المعلومات بأقل التكاليف وأكثر الفوائد مع تحقيق التفاعلية والتنوع مستعرضا ميزات ومحاذير استخدام الانترنت وأهميته ودور مقاهي الانترنت.
ولفت الشماس في كتابه أن بعض الباحثين قالوا: إن العصر الحالي هو عصر الإعلام والاتصال.. وأن الثورة الاعلامية التي يعيشها إنسان هذا العصر لا تقل شأنا عن الثورات الحضارية الكبرى عبر التاريخ مبينا أن الإعلام أصبح مصدراً مهماً لإحداث أيّ تغيير اجتماعي, من خلال الدور الذي يؤديه في تغيير مواقف الأفراد واتجاهاتهم, إزاء القضايا الثقافية والاجتماعية.
يذكر أن الدكتور عيسى الشماس عضو في اتحاد الكتاب العرب وأستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق وصدر له نحو 24 كتابا مؤلفا ومترجما.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916