مقامرات رعاة الإرهاب عبثية .. تحرير إدلب يقترب والحسم سوري..أردوغان يلهث وراء أوهامه شمالاً.. وغيظ «إسرائيل» يفيض من جعب حماقاتها
رغم كل ما يشهده الشمال السوري من تسخين جبهات وتسعير ارهابي، تفرد سورية خرائطها التحريرية على طاولة الحسم، ولتبقى اولويات الجيش العربي السوري تحرير ليس الشمال فقط بل كل شبر من الاراضي السورية المحتلة وإعادتها الى الحضن السوري سواء بالعمل العسكري ام بالطرق السياسية ام بالاتجاهين معاً، لتعكس الحقيقة القادمة، وتفند كل مزاعم هؤلاء المراهنين على اوهامهم التوسعية والاستعمارية.. فقراءة المنطقة بشكل هادئ رغم كل الازمات التي تمر بها هو من اختصاص اصحاب الارض، وقد أكدت سورية على ذلك مراراً.
موسكو بدورها ترسم مع سورية والحلفاء خطط المراحل الاخيرة للمشهد في ادلب..عبر التأكيد على عدم وجود هدنة مع الارهابيين في ادلب، حيث أن ساعة الصفر قد اقتربت.. تصريحات دفعت بالمغامر التركي الى ارتكاب مزيد من الحماقات والاسراع نحو إخراج ما تبقى في جعبته من اجندات عثمانية يسابق بها الزمن علها تفيده بشيء، في حين يلهث الاميركي لرمي سمومه في كل حدب وصوب لتنفيذ اجنداته التخريبية للحلول.
وفي انتظار الجواب التركي على رسائل موسكو ودمشق الصارمة يواصل الجيش العربي السوري ضخ المزيد من الامدادات العسكرية لحسم معركة ادلب وإنهاء الوجود الارهابي على كافة الجغرافية السورية.
وبحسب محللين يتوقع أن تبدأ معركة تحرير إدلب ومحيطها من ريف حماة الشمالي الغربي «سهل الغاب»، لإيقاف العمليات الارهابية التي تقوم بها المجاميع الإرهابية «جيش العزة والنصرة»، والتي تستهدف المناطق الآمنة ونقاط تمركز الجيش السوري في عموم هذه المناطق، والتي تأتي بدعم تركي يقوده رئيس النظام الاخواني.
حيث إن كل الاستعدادات تأتي بالتزامن مع استمرار خروقات المجاميع الإرهابية لتفاهمات سوتشي الأخيرة من قبل النظام التركي بخصوص إدلب، بعد تأكيد مماطلة ومناورة وعدم رغبة النظام التركي بتطبيق بنود تلك التفاهمات.
وفي ردها الاخير على خروقات المجموعات الارهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد وسعت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة نطاق عملياتها على أوكار المجموعات الارهابية على طول الحدود الادارية مع محافظة إدلب ، كما تصدت وحدات من الجيش السوري أمس بالأسلحة المناسبة لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية من محور وادي الدورات باتجاه النقاط العسكرية في محيط قرية المصاصنة بالريف الشمالي.
تسارع المعطيات الميدانية الواردة من الشمال، رافقه محاولات «تتريك» من قبل النظام التركي في محاولة يائسة لفرض سياسة الأمر الواقع، حيث أفادت مصادر محلية بأن أنقرة أطلقت ما سمي بإذاعة «المنطقة الآمنة»، التي بدأت بثها في الشمال السوري، الأمر الذي أثار حالة من السخرية والتهكم لدى أبناء المنطقة، من تسويق نظام أردوغان لطموحاته، في اغتصاب الأراضي السورية.
ومع غموض مصير متزعم تنظيم «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في سورية ، بات البحث في الأسماء المحتملة لمن يخلف الزعامة الارهابية أمرا لازما وفق مناهج تنظيم «القاعدة» الإرهابي العالمي والحركات الارهابية المتفرعة عنه.
جنوباً يبدو أن الكيان الإسرائيلي الضائع بين منعطفات الاحداث ومتاهاته لا يزال يراهن على حماقاته على الرغم من عشرات الدروس التي تلقاها خلال زمن ما يسمى الربيع العربي المشؤوم في محاولة منه لاستخدام استراتيجية التنفيس عن ضغوطاته التي تأتي من كل حدب وصوب.. فمراكز القوة التي لطالما بنى عليها جبروته وعنجهيته بدأت تلوح له بوجوب الحذر قبل اي تهور او حماقة ستدفع أثمانها غالياً.
فالقلق الإسرائيلي من وصول منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 300» إلى سورية، دفعته الى إطلاق تبجحات لستر عوراته ولإخفاء مخاوفه التي ظهرت بشكل جلي، فهو لطالما استجدى الروسي لكي لا ينشر تلك المنظومات الصاروخية في سورية.
الرد الروسي كان حاضراً حيث شدد رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية كونستانتين سيفكوف، في حديث لوكالة سبوتنك الروسية على أن أياً من إمكانات «اسرائيل» لا يمكنها مواجهة «إس 300 وإس 400» وهي ليست إلا ترويجا دعائيا.
وفيما يتعلق بملف الانسحاب الاميركي من سورية ظهر الى العلن انقسام أميركي على سيناريوهات ما بعد الانسحاب، في حين أكدت المعطيات بأن ميليشيات الانفصال في سورية باتت على مفترق طرق خطيرة.
وقال محللون ان الرئيس الأميركي هو من سيحسم الوجهة الفعلية التي ستعتمدها الولايات المتحدة في قرار الانسحاب المزعوم في وقت يحاول معارضو قرار الانسحاب الأميركي من سورية تقديم ما سموه «حلا وسطا» يبنى على اوهام تقسيم سورية.
ويرى محللون أن فرص نجاح تلك المحاولة ضئيلة جداً، بالنظر إلى اختلاف أولويات الرئيس الأميركي، ورفض اللاعبين الإقليميين والدوليين المعنيين بالأزمة في سورية أي سيناريو من هذا القبيل.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916