بريطانيا تقر بإعادة توطين 100 من إرهابيي «الخوذ البيضاء»..تداعيات الانسحاب الأميركي تتدحرج.. باريس تقرّ بالارتباك ولندن تستصعب البقاء!
على خلفية الضغط المستمر الذي توجهه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلفائها المقربين، -والذين ساهموا إلى جانب الإدارة الأميركية بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية- للالتزام بالبقاء في سورية بعد مغادرة القوات الأميركية المحتلة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن رفض حلفاء واشنطن الأوروبيين مقترحات ترامب لإبقاء قواتهم في سورية بعد انسحاب قواته المحتلة منها.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مسؤولين أميركيين وأجانب قولهم إن الحلفاء الأوروبيين رفضوا بالإجماع الطلب الأميركي بإبقاء قواتهم في شمال شرق سورية بعد انسحاب القوات الأميركية.
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية للصحيفة: إن الحلفاء قالوا بالإجماع للولايات المتحدة إنهم لن يبقوا قواتهم إذا انسحبت، وفرنسا وبريطانيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لديهما قوات محتلة على الأرض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة .
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان الأسبوع الماضي إنه يشعر بالارتباك بسبب سياسة ترامب، وأول من أمس قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إنه لا يوجد احتمال أن تحل القوات البريطانية محل الأميركيين في سورية.
وبحسب الصحيفة فإن الرفض الأوروبي للبقاء في سورية ما لم يغير الرئيس ترامب قراره بالانسحاب وإبقاء جزء من قواته على الأقل هو أحد العوامل العديدة التي قال المسؤولون العسكريون الأميركيون والمشرعون وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إنه يجب أن يجعل ترامب يفكر بالأمر مرة أخرى، على حد تعبير الصحيفة.
وبينما قال مستشار الأمن القومي جون بولتون، والسيناتور ليندسي غراهام وآخرون للحلفاء إن بعض القوات الأميركية المحتلة قد تبقى، فإن هذه التطمينات لم تتم ترقيتها حتى مستوى النظام الرئاسي وصولاً إلى البنتاغون.
وقال مسؤول في البنتاغون في رسالة بالبريد الالكتروني لـ»واشنطن بوست»: «لن أتحدث عما يريده السناتور غراهام أو مستشار الأمن القومي جون بولتون، الجنرال جوزيف فوتيل كان واضحاً جداً بأننا نركز حالياً على تنفيذ انسحاب كامل من سورية بأمر من الرئيس، والجنرال فوتيل هو رئيس القيادة المركزية الأميركية وهو يتولى المسؤولية الكاملة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وقد تحدث المسؤولون الأميركيون والأجانب للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم بشأن المناقشات الدبلوماسية الحساسة والعمليات العسكرية الجارية.
وتقود الولايات المتحدة منذ آب 2014 تحالفا استعراضيا غير شرعي من خارج مجلس الأمن يضم إلى جانبها دولا غربية وأوروبية وأنظمة إقليمية وعربية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سورية دأب على استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية من جسور ومنشآت حيوية إضافة إلى قيامه بنقل إرهابيي داعش إلى مواقع آمنة في محاولة لإنقاذهم من ضربات الجيش العربي السوري.
وأعلن ترامب في كانون الأول الماضي نيته سحب القوات الأمريكية الموجودة في سورية ضمن هذا التحالف مدعيا أن محاربة تنظيم داعش الإرهابي كانت السبب الوحيد لاستمرار الوجود الأمريكي هناك.
يذكر أن وزارة الخارجية والمغتربين أكدت مرارا أن وجود القوات الأمريكية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي سياق ذو صلة أقرت وزارة الداخلية البريطانية بإعادة توطين 100 من إرهابيي الخوذ البيضاء وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم في تموز الماضي من جنوب سورية على أراضيها.
وأوضحت الوزارة في بيان نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أنه تمت إعادة توطين نحو 100 من الخوذ البيضاء وأفراد عائلاتهم في بريطانيا.
بدورها قالت وزيرة الهجرة البريطانية كارولين نوكس إن وزارة الداخلية طلبت من المجالس المحلية مساعدة عناصر الخوذ البيضاء وتوفير التمويل لتدريسهم اللغة الإنكليزية.
وكشف كيان العدو الإسرائيلي في تموز الماضي عن قيامه بعملية سرية ليلية هرب خلالها نحو 800 عنصر من ارهابيي الخوذ البيضاء وعائلاتهم من جنوب سورية ونقلهم برا إلى الأردن على أن يتم نقلهم إلى الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا.
وعملت الدول الغربية على نقل إرهابيي الخوذ البيضاء من المناطق التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها لمنع كشف حقيقة ارتباط إرهابيي هذه المنظمة بالدول الغربية ودورها في فبركة الهجمات الكيميائية لاتهام الجيش العربي السوري حيث تأسست الخوذ البيضاء في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي و اثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية في سورية حصرا الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصا أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.
وكالات-الثورة:
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916