أميركا تصعّد استفزازاتها من بوابة المساعدات المزعومة.. مادورو يغلق الحدود مع البرازيل ويلوّح بخطوة مماثلة مع كولومبيا
وسط تهديد أميركي متصاعد بتدخل عسكري ضد فنزويلا بذريعة إيصال المساعدات الإنسانية المزعومة، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الإغلاق الكامل للحدود البرية مع البرازيل، مع إمكانية اتخاذ خطوة مماثلة بحق كولومبيا.
ونقلت وسائل إعلام فنزويلية عن مادورو قوله: إن الحدود البرية لفنزويلا مع البرازيل ستبقى مغلقة كليا حتى إشعار آخر، مشيرا إلى أن كراكاس تقيم كذلك إمكانية الإغلاق الكامل للحدود الفنزويلية مع كولومبيا مع تصاعد مخاطر التدخل في فنزويلا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
ووصف الرئيس الفنزويلي نقل المساعدات إلى مدينة كوكوتا الكولومبية الحدودية استعدادا لإدخالها إلى فنزويلا بأنه استفزاز، قائلا إن خطط المعارضة «مسرحية رخيصة» تهدف إلى الإطاحة بحكومته الشرعية.
وأعرب الرئيس الفنزويلي عن أمله في ألا يخضع نظيره الكولومبي إيفان دوكي لأوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محملا دوكي المسؤولية الكاملة عن أي حوادث قد تحصل عند الحدود.
وكانت فنزويلا قد حذرت في وقت سابق أمس من مخططات تقوم بها الولايات المتحدة في أراضي بعض دول البحر الكاريبي لتنفيذ عمليات غير شرعية ضدها.
وأوضحت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان لها أن هناك مؤشرات قوية تشير إلى استخدام واشنطن لأراضي بعض دول الكاريبي كقاعدة لتخطيط وتنظيم عمليات غير قانونية وإرهابية ضمن استراتيجيتها الواضحة لإسقاط الحكومة الشرعية في فنزويلا وفرض حكومة تابعة لها لافتة إلى أنه تم التواصل مع حكومة الدومينيكان والسلطات في بورتوريكو وجزر أخرى في الكاريبي لتحذيرهم من استخدام أراضيهم ودون علمهم لإطلاق هذه العمليات المدانة ضد فنزويلا.
وأعربت الوزارة عن ثقة فنزويلا بأن شعوب هذه الدول ستقوم بالرد الإيجابي منطلقة من الأهمية التي تعطيها هذه الشعوب لمبادئ الديمقراطية وحق تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وكانت كوبا كشفت في وقت سابق عن إقلاع طائرات نقل عسكري أميركية إلى مطار رافائيل ميراندا في بورتوريكو وقاعدة سان إيسيدرو الجوية في الدومينيكان وإلى جزر الكاريبي الأخرى ذات المواقع الاستراتيجية من دون معرفة حكومات تلك الدول، مشيرة إلى أن هذه الرحلات انطلقت من منشآت عسكرية أمريكية توجد فيها وحدات العمليات الخاصة ومشاة البحرية الأمريكية التي تستخدم لعمليات سرية.
أما وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز فقد حذر من أن الولايات المتحدة تخطط للتدخل العسكري في فنزويلا بذريعة إيصال المساعدات الانسانية المزعومة.
وفي موسكو أعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي أن الولايات المتحدة تحضر لاستفزازات صارخة عند الحدود الفنزويلية الكولومبية، متخفية بتقديم المساعدات الإنسانية الذي يجب أن يتم ادخالها يوم غد السبت.
وقال بوليانسكي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: يبدو أن زملاءنا الأمريكيين وهم في حالة هيجان استفزازي يحضرون الآن لاستفزازات صارخة لا شك فيها عند الحدود الكولومبية-الفنزويلية، والمحددة بتاريخ 23 شباط، قد تمادوا كثيرا وقرروا تحضير تمثيليات ونشر أخبار مفبركة مباشرة في مجلس الأمن.
يشار إلى أن وفدا أمريكيا يضم السناتور ماركو روبيو، زار مدينة كوكوتا الحدودية الكولومبية، يوم الأحد الماضي، حيث يتم تخزين المساعدات هناك استعدادا لنقلها الأسبوع القادم إلى فنزويلا.
وبينما يرفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السماح بدخول شحنات الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات من الولايات المتحدة وكولومبيا والبرازيل، تعهد خوان غوايدو زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا، بإدخال مئات الأطنان من المساعدات إلى البلاد في 23 شباط.
ويفتح موعد 23 شباط الباب أمام حدوث مواجهة مع مادورو الذي قال إن فنزويلا لا تحتاج إلى المساعدات ووصفها بأنها عرض مسرحي أمريكي.
وكالات-الثورة:
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916