هل المشترك وحده قادر على حماية هويتنا وانتمائنا..؟!
هل يمكن للمشترك من لغة وارض وقيم.. وحده ان يحمي انتماءنا في عصر تكنولوجي, أدواته المتغلغة فينا تشكل قوة دفع رئيسية في إعادة تشكيلنا.. و التأثير في وعينا.. وحتى لاوعينا ونحن نغرق في سطوع شاشاتها..
كأنهم باتوا قادرين من خلال شبكاتهم ودراساتهم المتقنة لكل تحركاتنا, على رسم خرائط ذهنية, تتيح لهم ابتكار اشعاعات تترصدنا فكريا وسلوكيا..
هي لاتركز على الهوية الفردية, بل على الهوية الجمعية, ومن يقع في شباكها تحركه.. بسلاسة معتقدين أنهم تحركوا من تلقاء أنفسهم..
يكفي بث كل هذه المشهيات الغربية من رفاهية مفترضة, وديمقراطية زائفة.. وألوان براقة.. وتشجيع تعساء الشعوب على الانضمام الى حلمهم الوهمي.. حتى يسقطوا في فخه إن تمكنوا من العبور اليهم.. قبل ان تتلقفهم تلك المياه الغامقة الزرقة.
في مواجهة عالم متغير.. يحاول ان يصيغ خرائط ذهنية موحدة.. يشتغل على أساسها لإعاقة اي تقدم محلي, حتى لو كان افتراضيا.. ومع تغذية هذه الصراعات, فإن الهويات والانتماء الوطني في خطر يدرك عمقه كل من يعيش في منطقة الصراعات التي أتقنوا زجنا بها.. خلال السنوات العشر الاخيرة..
مانفعله.. في مواجهتها يعيقنا أكثر مما يعزز انتماءنا.. لأنه لاينتقل الى حيز الفعل, ولايرقى الى مستوى التحديات التي تعيشها هوياتنا الوطنية..!
الديناميكية التي يعملون بها, والدهاء المستمر بلاهوادة.. عبر وسائلهم التقنية التي أتقنوا استخدامها, أليسوا من اخترعها لتخدم كل مساربهم الاقتصادية.. عبر نوافذ سياسية.. ورافعات ثقافية.. ومدخرات انسانية.. كلها مقومات تشل عقولنا.. وتشتتنا.. الى أن تحين اللحظة التي تعاد فيها الانتماءات وفقا لمقومات عالمية.. يصبح من السهل عليهم.. تحريكنا كأننا في رقعة شطرنج دولية.. لكن ربما لاتحتاج سوى الى لاعب وحيد..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917