على قدم وساق يواصل الجيش العربي السوري مسيرته النضالية في ضرب الإرهاب، ويتابع استعداده وتحضيراته العسكرية لتحرير آخر معاقل الإرهاب في الشمال الشرقي بعد أن أخذت الاحداث هناك تغرق في رمال المماطلة التركية في ظل مواصلة الاخواني اردوغان التراخي والابتعاد عن قرارات سوتشي التي تلزمه بالامتناع عن دعم الارهاب واحتضانه، وبحثه الدؤوب عما يرضي غروره العثماني ضمن أوهام «المنطقة الآمنة».
تلك المنطقة وعلى الرغم من كل التحشيد الاميركي والتركي للوصول اليها، ومحاولاتهم الزج بلعبة الاسترضاء لكل طرف، إلا أنها لا زالت في الحقيقة تدخل ضمن بازارات الطرفين، وتجاذباتهم الممهورة بخاتم التلاعب والاختلاف الذي بدأ يطفو على السطح ولا سيما بعد التوتر الكبير الحاصل بين الجانبين، بعد تراجع أميركا عن قرارها بسحب سريع وكامل لقواتها المحتلة من سورية.
ففي وقت أظهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن باكورة اطماعه عبر قراره الإبقاء على 200 عنصر من قواته الاحتلالية في شمال شرق البلاد و200 آخرين في قاعدة التنف اللاشرعية، نجد أن رئيس النظام التركي يلهث لأن يكون ما يسمى «المنطقة الآمنة» التي يجري الترويج لإقامتها في شمال شرق البلاد تحت احتلاله.
الانشغال التركي الاميركي في تحقيق اجنداتهما كل على حساب الآخر دفع الجماعات الارهابية في إدلب لإعادة ترتيب اوراقها عبر مساعي توسيع منطقة نفوذها في إدلب والسيطرة على تلك المحافظة كاملة، بحسب ما اعلنته موسكو.. بينما كان انشغال مرتزقة «قسد» بتطبيق البروباغندا الاعلامية حول القضاء على داعش الارهابي في القريب العاجل.
في التفاصيل قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس بأن الارهابيين يعملون على إعادة هيكلة الفصائل الحليفة لـ»هيئة تحرير الشام» الارهابية بهدف تعزيز قدراتها الهجومية على محاور حلب، وحماة وجبال اللاذقية، ويسعى الارهابيون لتوسيع منطقة نفوذهم وفرض سيطرتهم الكاملة على إدلب.
أما الامم المتحدة فلا زالت تهرول في مكانها فيما يخص عمليات «داعش» الارهابية بحق البشر والشجر والحجر.. حيث يبدو أن هيئاتها قد كانت غارقة في سبات عميق غافلة عن كل ما يرتكبه تنظيم داعش الارهابي من جرائم وفظائع وحشية.
وقد اعتبرت الأمم المتحدة أن ملاحقة (هيئة تحرير الشام) (جبهة النصرة سابقا) الإرهابية، للمدنيين في محافظة إدلب، قد ترقى إلى (جرائم ضد الإنسانية).
وقالت اللجنة الأممية المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، في تقرير نُشر أمس في جنيف، إن «الاعتقال التعسفي الجماعي من قبل إرهابيي «هيئة تحرير الشام» يمثل هجوماً ممنهجاً ضد السكان المدنيين.
في غضون ذلك تواصل مرتزقة ما تسمى «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركيا من تفعيل كذبة الانتصار على داعش الارهابي بما يتماهى مع الاعلان الاميركي.
حيث زعمت مصادر من داخل تلك الميليشيات بأن الإعلان عن «الانتصار الكامل» على تنظيم «داعش»، يكون خلال أسبوع.
ويرى محللون بأن اعلان واشنطن «الانتصار المزعوم على داعش الارهابي» يهدف إلى الدعاية فقط، لأن أميركا التي فشلت كل سيناريوهاتها أمام الانتصار الذي حققه محور سورية، تحاول أن تكذب على الرأي العام العالمي والأميركي وتقدم نفسها على أنها هي من تحارب الإرهاب، ولكنها بذلك تحاول أن تغطي على تواطئها مع الدواعش، حيث كان هناك نقل لمعظم قادة التنظيم وعوائلهم ومسروقاتهم بطائرات أميركية، بالإضافة إلى تسهيلها تقدم قوات «قسد» إلى المناطق التي يتم إخلاؤها من الدواعش.
وقد غادر مئات من الأشخاص من جنسيات مختلفة امس الاول آخر جيب لجماعة «داعش» الوهابية في سورية بحراسة مرتزقة «قسد» التي تساندها الولايات المتحدة في إطار تهريب كل أتباع هذه الجماعة الارهابية من آخر بقعة تسيطر عليها.
وقد بينت معلومات بأن مرتزقة «قسد» وميليشيات النظام التركي في شمال البلاد، قد نقلوا متزعمي وإرهابيي تنظيم داعش وعائلاتهم إلى شمال حلب، ومن ثم تركيا، مقابل مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 90 ألف دولار أميركي عن العائلة الواحدة.
على الصعيد الميداني قضت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في حماة على عدد من الإرهابيين ودمرت تجمعات وأوكاراً لهم في إطار ردها على خروقات المجموعات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921