المنافق ترامب.. والأجير أردوغان

 

تصح تسمية القرار الأميركي بالبقاء في الجزيرة السورية بعدد قليل من الجنود والضباط بأنه عبارة عن عملية تخفيض القوات وإعادة انتشارها بما يتلاءم مع مهتمها في إدارة المعارك بين القوات المتواجدة في تلك المنطقة أي (داعش)
و(النصرة) و(قسد) وسواها من المجموعات المسلحة والإرهابية وتنسق تلك القوات مع (درع الفرات) و(غصن الزيتون) التي شكلها الجيش التركي مع ما يُسمّى (الجيش السوري الحر) الذي أنشأه وسلّحه ويقوده.
وفي القراءة السياسية فإن البقاء الأميركي وهو متوقع يعني استمرار أميركا حتى الرمق الأخير في الاستثمار بالإرهاب وإن كانت تدرك أن مشروعها مع إسرائيل والعربان سقط سقوطاً ذريعاً، لكن وكما يحلو لها أن تراه فهو موسم حصاد ثمار الانتصار.
ولهذا فإن المنافق ترامب كما يسميه شعبه وربيبه (الأجير) أردوغان كما أسماه الرئيس الأسد يجهزان للمشاركة ولو بالتقاط الفتات سواء بدافع ذاتي أم تحت ضغوط أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا اللتين ما زالتا تحتفظان ببضعة الآف، وبطبيعة الحال إسرائيل والذريعة دائماً إقامة منطقة آمنة للاكراد، إضافة إلى إطالة أمد الحرب بانتظار مستجدات ما، الأمر الذي يفرض تغييراً في الأولويات بين أن يبدأ التطهير في شرقي الفرات وشمالي سورية أو إدلب.
ومن دوافع ترامب لاتخاذ قراره هذا أنه يريد المحافظة على الورقة الكردية بيده وأن يقطع الطريق على المباحثات الكردية السورية التي كان يؤمل منها أن تفضي إلى حل يريح المواطنين الأكراد في طلباتهم المعقولة، ويستجيب للمصلحة السورية العليا بالوحدة والاستقلال والسيادة على كامل الأرض السورية المتمثلة بمنع تشكل أي ظاهرة تقسيمية أو انفصالية.
كما يريد أن يحول دون الاصطدام بين الأكراد والأتراك الذين كما يدعي الأجير أردوغان يخشى على أمن تركيا القومي من الحالة الكردية الإرهابية. وما زال ترامب وأردوغان يسعيان لإقامة المنطقة الآمنة لإيواء 4 ملايين سوري نازح و50 ألف مسلح مما يسمى الجيش الحر لتكون لهم مستقبلاً منطقة نفوذ ميداني وشعبي يؤثرون من خلالها على أي حل سياسي أو تركيبة سياسية في سورية.
لكن الغاية هي الحؤول دون تقدّم الجيش العربي السوري لاستعادة المنطقة ما يمكن أميركا من الاحتفاظ ببحيرة النفط والغاز في المنطقة الشرقية.
إن سورية ومحور المقاومة والحلفاء ومنذ بدء العدوان لم يثقوا يوماً بأحد من معسكر العدوان خاصة أميركا وتركيا، ولم يتعاملوا مع أي وعد أو تعهّد أو اتفاق معهم على أنه نافذ أو سينفذ حتماً، وأن كل تعهدات أردوغان في آستنة وسوتشي، كان مشككاً فيها وبالتالي فإن الانقلاب أو التراجع أو النكول لم يفاجئ معسكر الدفاع عن سورية، ولهذا فإن القيادة السورية استمرت باستكمال استعادة ما تبقى من الأرض نظيفة مطهّرة من الاحتلال والإرهاب.
وسيكون منطقياً أن يخفف الروسي والإيراني من الآمال المعقودة على تركيا في سورية وفقاً للتفاهمات، ما يعني أن ما قيل عن مهلة الثلاثة أشهر لانطلاق معركة إدلب قد يُعاد النظر فيها. ولذلك كانت الزيارة المفاجئة للرئيس القائد إلى طهران والتي كانت بشهادة الجميع إعلان انتصار، ما يعني إن ما قاله الرئيس المظفر منذ بداية الحرب الكونية على سورية سيتحقق.
وإن غداً لناظره قريب

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة