على مسافة حلم..!

«التدفق يعني الاستمرار، أنا لا مستمر، ألمس الأشياء دون أن تلسعني حرارتها.»..
ويكمل «هاري» بطل رواية (الضياع في سوهو): «أريد أن أحيا الحياة من جديد، وبشكل جديد لا جدران تتطاول أمامي»..
فكان أن جرّب التقاط سبيلٍ لاختراق روزنامة الروتين اليومية.. وجاهدَ لفتح فجوة في أفق التكرار المنفّر.
محاولات هاري لم تكن سوى تعبير عن محاولات كاتبه «كولن ولسون» الذي ذكر ذات مرة: «كلّ من أنجز عملاً ذا أصالة يعتدّ بها… قد اختبر حتماً تجربة أن يكون على شفير هاوية الانتحار يوماً ما في حياته»..
برأيه هي تجربة تجعل المرء قادراً على «معاينة الهاوية السحيقة التي هو مزمع على الرحيل إليها… وفي هذه اللحظة المفصلية تستحيل (تجربته)… نوعاً من ولادة لذات خلّاقة عجزت عن رؤية إمكاناتها الثمينة قبل هذه التجربة الفريدة»..
ثمة فائضٌ من تجارب «معاينة الهاوية السحيقة».. كانت سبباً دفع أصحابها لينهضوا من جديد.. وانتشلتهم من رمالٍ متحركة حاولت ابتلاعهم غير مرة.
هل يمكن لتجربة الخوض في متاهات هاوية سحيقة أن تجعل المرء قادراً على تفصيل حياةٍ على مقاسه.. فتصبح في متناول يده..؟
ما هو السر وراء جعل الحياة، أحلامها، وكل بذرة فرح فيها، في قبضة اليد..؟
في وصفٍ قاله يوماً أحد المغنين عن نجم الروك فريدي ميركوري، ذكر: «رجلٌ يمكنه امتلاك الجمهور في راحة يده»..
بدورها حياته، هل كانت فعلياً في متناول يده.. أم لعبت معه لعبة الرمال المتحرّكة..؟
هو الذي قال لأصدقائه: «أنا أقرر من أكون.. سأكون ما ولدت لأكون عليه.. مُغنٍّ يعطي الناس ما يريدونه»..
طريق ميركوري، أو طريق سواه ممن أنجزوا عملاً لافتاً وأصيلاً، لابد أن يكون احتوى على اختبار «لهاوية سحيقة».. لكن كل تلك الاختبارات غير مهمّة..
ما يهم ويشكل فارقاً حقيقياً أن شطراً كبيراً من حياتك في متناول يدك، تمسكه بكامل قبضتك.. فكل كنوز العيش تتجمّع على بُعد مسافة من حلم.. لطالما كان سرّ الحياة على رأي باولو كويلو «أن تسقط سبع مرات وتنهض ثمانية».
رؤيـــــــة
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الخميس 7-3-2019
رقم العدد : 16926

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية