دول أوروبية تضبط ساعاتها على توقيت النصر السوري.. رقصة شياطين الإرهاب الأخيرة في دائرة نار الجزيرة .. قبح مخططات واشنطن يفضحه حراكها الملغوم
في خواتيم لعبة الشرور الاميركية على الجغرافيا السورية، وفي الفصل الاخير من فصول الحرب الارهابية الاستعمارية على سورية، تحاول واشنطن وحلفاء ارهابها المنغمسين في اجرامهم بحق السوريين حتى أذني ارهابهم الدموي ومن لف لفيفهم أن يناوروا في مساحة من اوهام علهم يحصلون على بعض فتات يرقعون به ثقوب خيباتهم، فمن واشنطن الى شريكة ارهابها واحتيالها انقرة إلى مرتزقة «قسد» الغارقين في اوحال التبعية اللاهثين خلف سراب الانفصال إلى بعض الدول الأوروبية التي سلمت عنوة بأنها هزمت على الأرض السورية وبدأت بقلب مواقفها، لا يختلف المشهد كثيراً وان كابر بعضهم غطرسة من حيث التسليم بالانتصار السوري السياسي والميداني المنجز ولو ضمنيا، وادراكهم انهم يطاردون وهم تغيير المعادلات التي فرضتها الدولة السورية على الارض بقوة واقتدار نوعيين، الا انها استماتة الملسوع بسموم هزائمه وتأرجحه الاخير على حافة النهايات في الشمال والجزيرة السوريين.
التحالف الارهابي الذي تقوده واشنطن يسعى لزيادة منسوب اجرامه عبر توسيع دائرة عدوانه برياً لتتحدث بعض المصادر عن تغلغله في داخل الأراضي السورية، وكأن كل الجرائم الانسانية التي ارتكبها بقصفه المدنيين السوريين جوا لم تكفه بل يسعى لمزيد من الضحايا، حيث أكدت مصادر ميدانية هذا الحراك العسكري المشبوه متحدثة عن دخول رتل عسكري للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عبر معبر سيمالكا الحدودي بريف الحسكة الشمالي الشرقي قادمة من العراق، يضم عشرات الشاحنات محملة باليات دفع رباعي ومواد عسكرية ولوجستية.
كل العنجهية الأمريكية والبلطجة قابلها على الطرف الآخر استدارات أوروبية مازالت حتى الان مجرد تصريحات تجلت في الانقسام الحاد حول الموقف من الدولة السورية التي انتصرت على الارهاب، حيث نشرت المجلة الأميركية «فورين بوليسي» تقريراً عن ان بعض الدول الاوروبية بدأت تسأل عما اذا كان يجب الاستمرار بالموقف المتشدد المعادي للدولة السورية اذ ترغب كل من فرنسا والمانيا وبريطانيا الاستمرار بموقفها المعادي، فيما هناك دول اخرى في اوروبا الجنوبية والشرقية تتجه لتعديل هذا الموقف.
كذلك نقل التقرير عن دبلوماسيين من بلدان أوروبية عدة أن الدول التي تريد تعديل هذا الموقف تنظر إلى العلاقات مع سورية من زاوية اللاجئين بشكل أساسي، وهي تعتقد بأن الاعتراف بانتصار دمشق في الحرب ومساعدتها على اعادة اعمار سورية سيساعد في تسريع عودتهم.
وبحسب التقرير، تبدو إيطاليا أكثر الدول الداعمة لدمشق وأكثرها رفضا لفرض العقوبات على سورية، حيث تجري عملية إعادة تقييم لموقفها، مشيرا الى أن عودة اللاجئين ووقف «الموجة الثانية» منهم وإنهاء معاناة المهجرين والتصدي لتنظيم «داعش» في اوروبا، كلها تتطلب «التعامل مع الدولة السورية»، ما يعني أن «الحل على الطاولة هو مع دمشق».
وقال التقرير إن ايطاليا قد تسعى في المستقبل القريب لإلغاء بعض العقوبات الاوروبية التي فُرضت على جهات سورية، موضحا أنه برفع العقوبات سيزداد التنافس بين الشركات الاوروبية على مشاريع إعادة الاعمار في سورية.
ويُرجّح التقرير أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى الموقف الايطالي كبولندا والنمسا والمجر، كذلك نقل التقرير عن دبلوماسي آخر اعترافا بأن جميع دول الاتحاد الاوروبي أصبحت مقتنعة بأن دمشق انتصرت في الحرب، وأن المانيا وفرنسا تخشيان من أن سياستهما المعادية لها قد تضعف بسبب مواقف دول أخرى في الاتحاد الاوروبي تريد عودة اللاجئين وتعتقد بأن دفع تكلفة إعادة الإعمار سيمكّن من عودة اللاجئين.
هذا التقرير تزامن مع نشر ممثلة التحالف الدولي المزعوم ضد «داعش» نانسي جمال انها تترقب اليوم الذي لا يحتاج فيه الشعب السوري إلى أي دعم إنساني.
هذه التصريحات جاءت مع التحركات الأمريكية في الباغوز شمال سورية حيث دفعت وهللت واشنطن لعودة ارهابيين من تنظيم «داعش» إلى المغرب رغم ان التنظيم الارهابي الذي جرى تعويم فقاعة دحره دعائيا واعلاميا، وبدعم واشنطن المفضوح مازال ارهابيوه يختبئون تحت المظلة الاميركية في محميات ارهاب واشنطن في سورية يستعد للقتال في أي لحظة ان امرته واشنطن بالخروج من مخدعه الشيطاني، وما يثبت ذلك ترك التحالف الأمر لمرتزقة «قسد» لإعلان عودة المعارك المزعوم وتوقّفها ضد «داعش»، وهو ما لا تعكسه كثافة الاعتداءات ولا صور المدنيين الهاربين من بطش «داعش» و»قسد» على أطراف الباغوز خلال الفترة الماضية، الذين يعاني قسم كبير منهم من إصابات بالغة.
فيما لا يبدو الوضع أفضل على الحدود الجنوبية لسورية بسبب واشنطن أيضاً حيث تسعى جاهدة لاستثمار موضوع مخيم الركبان الذي بدأ يعاني من ازمة انسانية حادة بسبب البلطجة الامريكية التي منعت مرور المدنيين والمساعدات الانسانية، فيما أصدرت سورية وروسيا بيانا مشتركا حول هذه التحركات بأن واشنطن لا تهتم بالكارثة الإنسانية والتي تسببت بها في المخيم، وهي تحاول نقل المسؤولية الى روسيا وسورية، ، وشدد البيان على أنه «يتم تأكيد العديد من الحقائق من خلال صور الأقمار الصناعية، والتي تبين بشكل واضح مدى محيط المخيم للحواجز الأمنية، والجدران القوية ونقاط تفتيش مجهزة بشكل خاص. هذه التجهيزات تشبه «معسكرات الاعتقال وهذا تماما يجسد روح التفكير الاستعماري للأمريكيين»، وهو ما دفع بسورية وروسيا لمناشدة المجتمع الدولي في بدء مناقشة مشكلات المخيم في جميع المحافل الدولية والمحلية.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929