لا شك أن الاحتفال بعيدي الأم والمعلم عبر العطلة الرسمية، وبعض اللقاءات التكريمية التي يتخللها توزيع هدايا رمزية وتوجيه كلمات وعبارات جميلة عن الأم ودورها في بناء الأسرة والمجتمع، والمعلم ودوره في تربية الأجيال وتحصيلهم العلمي والمعرفي.. أمر ضروري ولا بد منه كل عام في مثل هذا اليوم، لكن هل تكفي مثل هذه المظاهر في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه الكثير من الأمهات، وفي ظل المعاناة المادية التي يعيشها معظم المعلمين على امتداد بلدنا؟.
الجواب على هذا السؤال واضح ويجمع عليه الكثير من المواطنين والمسؤولين ومفاده أنه لا بد فعلاً من القيام بخطوات عملية تصب في خدمة ومصلحة الأم بشكل عام وأمهات الشهداء وأبنائهم بشكل خاص، وأيضاً في خدمة ومصلحة كافة المعلمين دون استثناء وبحيث يشعرون أن كل يوم من أيام السنة هو عيد لهم.. وضمن هذا الإطار جاء صدور قانون الأحوال الشخصية في الفترة الأخيرة ليصب في خدمة الأم السورية عبر الاستجابة للعديد من طلباتها ومقترحاتها المقدمة عبر منظمتها السابقة، أو عبر الإعلام، أو عبر الاجتماعات والندوات واللقاءات الرسمية والحزبية والشعبية..الخ.
لكن إضافة لذلك وغيره ما زال المطلوب القيام به لصالح الأمهات والمعلمين في بلدنا كبيراً.. فعلى صعيد أمهات الشهداء، وأمهات أبناء الشهداء في القوات الرديفة لا بد من معالجة أوضاعهن المعيشية والحياتية من كافة الجوانب بعد أن فقدن الزوج والابن، وبالأخص منح شهدائهن كافة حقوق وميزات الشهيد العسكري (تعويضات – راتب دائم – التداوي في المشافي العسكرية والمدنية مجاناً – فرص عمل – سكن – الدخول في مفاضلة الجامعات لذوي الشهداء – بطاقة الشرف..الخ) لأن عدم المعالجة ينعكس عليهن سلباً وبشكل كبير ولا داعي للتفاصيل التي لدينا ولدى غيرنا منها الكثير الكثير.
أما على صعيد المعلمين فلا بد من السرعة في معالجة الواقع غير المقبول لإجورهم وتعويضاتهم وتأمينهم الصحي، إضافة لإعادة النظر بالإجراءات والتعاميم الوزارية المتعلقة بعملهم التربوي في مدارسهم وبتنقلاتهم، وعلاقتهم مع طلابهم وإداراتهم ومجتمعهم..الخ وبحيث نوفّر لهم البيئة المناسبة للبناء فهم (بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان غاية الحياة ومنطلقها).. وكل عام وأمهاتنا ومعلمينا ووطننا بألف ألف خير.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937