رسائل سورية ومحاربي الإرهاب تصل تباعاً، وتُربك متلقيها ممن أرادوا تنفيذ المشروع التخريبي للمنطقة، حيث بدؤوا يتلمسون رؤوسهم الحاسرة وصدورهم العارية، خاصة وأنه كانت لهم اليد الطولى في ذاك المشروع، ويعلمون تماماً أن أي ضربة سيتم توجيهها، سوف تصيبهم بالصميم، لكونهم دعموا التطرّف دون توانٍ وسهلوا مهمته، وبالتالي فأي سقوط أو تقهقر لمرتزقتهم انكفاء وإخفاق لهم.
أحزمة الإرهابيين تقطعت، وجدرانها تهاوت بالتتالي، وصعقها برق الجيش العربي السوري وصرعها رعد حلفائه، وتهاوت لَبِناتها الطينية واحدة تلوى الأخرى، من الجنوب إلى الوسط، وهذا ما سيحلّ بما تبقّى منهم بشمال البلاد وشرقها، ومن يراهن على وجود القوات الغازية والأجنبية لن يفيده ذلك بشيء، وسوف يلمس ذلك بنفسه، لأن رياح القوى الحليفة قادمة، وسوف تكنس أدرانهم، وتقذف ما بحوزتهم من أوراق رهان.
في منطقة الجزيرة مازال إرهابيو «قسد» يعوّلون على واشنطن، والدليل أنه عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب مزعوم لقواته من سورية، هرول أولئك طلباً للمصالحة والارتماء في حضن الوطن الذي لن يجدوا أدفأ منه سواء في الماضي أم الوقت الحالي، أم في المستقبل المنظور، وعندما بدأ المذكور يماطل ويناور، ويلعب على مصطلح الخروج، وإبقاء بعض من تلك القوات، أدار أولئك ظهورهم، وتراجعوا عن الرجاء بالمصالحة، غير مدركين أن ذلك لن يدوم طويلاً، لأن بواسل الجيش لن يتركوا شبراً واحداً خارج سيطرة الدولة، والأيام القادمة سوف تبرهن ذلك.
أما في إدلب وريفها وباقي محافظات الشمال، ما زال النظام التركي وإرهابيوه يراهنون على نتائج الوقت الضائع، غير مدركين أن الصبر السوري قد نفد، والفرصة التي أعطيت للجانبين انتهت مدتها، وباتت الكلمة الفصل لمعارك حامية الوطيس يتم التجهيز لها، وسوف تنهي ملف الإرهاب بشكل نهائي، وتقضي على «النصرة» وأحلام أردوغان الذي فشل بالمهمة الموكلة إليه في آستنة وسوتشي.
بالطبع الكيان الصهيوني ليس بعيداً عن حالة الذعر التي أصابت الإرهابيين في المناطق السورية نتيجة تلك الرسائل، لأنه يعلم أكثر من غيره أن سقوط المشروع التخريبي الذي جهد لتحقيقه، سقوط مدوٍ لأمنياته وصفعة قوية يتلقاها كل يوم، لأنه بعد اليوم لن تقوم له قائمة وسوف يعدّ للألف قبل أن ينظر بعين الغدر للمحور المقاوم.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937