لم يتوقف النشر والتأليف ساعة واحدة خلال الحرب العدوانية على سورية, بل ظلت دور النشر السورية تعمل بجهد متميز وكبير, وكانت المشاركات كبيرة جدا في المعارض الداخلية والخارجية, ولكن ظل الناشر الأكبر خلال هذه الفترة الهيئة العامة السورية للكتاب التي أصدرت خلال العام الماضي وحده أكثر من 267 عنوانا, وتطمح خلال هذا العام للوصول إلى اكثر من ذلك, ربما على تخوم الـ300 عنوان, ناهيك بالدوريات الشهرية والفصلية, وغيرها, وقد شكلت اصدارات الهيئة رافدا مهما للمكتبة السورية من خلال التنوع والسعر والمنافسة, وقد ظهر ذلك من خلال المعارض التي أقيمت خلال السنوات الماضية, في المحافظات وغيرها من المدن والقرى.
هذا العام تعمل الهيئة على قائمة مهمة من الاصدارات والعناوين بالتأليف والترجمة, وتستعد لشهر الكتاب القادم في نيسان.. وللمزيد حول ذلك تحدث الاستاذ أيمن الحسن مدير التأليف في الهيئة قائلا: تسعى مديرية التأليف في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى التوسع في عدد الكتب التي تهدف إلى نشرها في خطتها السنوية لعام 2019 مع التركيز على التنوع في الموضوعات والالتزام بالمعايير الأدبية والفنية لنشر الكتاب وجعله متاحا للقراء والمهتمين في كل أنحاء سورية.
القفزة النوعية في عدد الكتب هو ما كان يميز العام الماضي حسب ما أوضح أيمن الحسن مدير التأليف في الهيئة لـ سانا مشيرا إلى أن عدد الكتب المنشورة لدى كل المديريات وصل إلى 266 مبينا أن مديرية التأليف تسعى هذا العام للوصول إلى 80 كتابا بحيث يوزع على كل فصل من فصول السنة عشرون كتابا.
والمتابع للكتب المنشورة لدى الهيئة يلاحظ اهتمامها بالكتب الفكرية والسياسية لأن لها جمهورا كبيرا وتأخذ سرعة في الطباعة أكثر من الكتب الأخرى حسب الحسن الذي أشار إلى سعي هيئة الكتاب لطرح قضايا مختلفة على الكتاب في هذا المجال ليقوموا بالبحث فيها ونشر كتب متعلقة بها.
ووجد الحسن في إعادة طباعة كتب لكتاب سوريين كبار راحلين حاجة ملحة للتذكير بتجارب هؤلاء الكتاب عن طريق نشر أعمالهم الكاملة ولاسيما أنهم استطاعوا بللورة تجربتهم الإبداعية وأصبح لديهم هذا المنهج الواضح في كتاباتهم, مؤكدا سعي الهيئة لإنجاز أكثر من عمل مختلف ومنوع لكتاب ومبدعين سوريين راحلين.
وما يميز منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب أنها تتعامل بمعيار القيمة الأدبية للكتاب وليس بالمعيار التجاري لذلك يلجأ إليها الكثير من الكتاب وفق الحسن فهي تعطي الكاتب مصداقية ولاسيما الشباب منهم في بداية حياتهم الأدبية لأن الكتاب لا يمكن أن ينشر في الهيئة إلا إذا كانت معاييره الإبداعية عالية.
ولفت الحسن إلى أن مديرية التأليف استقطبت عددا من الكتاب الذين ينشرون للمرة الأولى في الهيئة ما يعطيها مصداقية كون هؤلاء الكتاب يستحقون الدعم الذي لايمكن أن يأتي إلا من قبل وزارة الثقافة معتبرا أن ذلك من شأنه منحهم الثقة.
وتحدث الحسن عن نية الهيئة توسيع جوائزها لتشمل المسرح والقصة للكبار، مشيرا إلى أن الجغرافيا السورية تحتوي الكثير من الإبداعات التي يجب دعمها ومتابعتها والوقوف معها.
هذا وكانت قد أطلقت الهيئة العامة للكتاب جوائزها لهذه الدورة, وهي في القصة والشعر والرواية والرسم للاطفال, وغيرها, ما أدى خلال السنوات الماضية للكشف عن مواهب رائعة في مختلف هذه المجالات, واثرى المكتبة العربية بالعديد من الاعمال الروائية المهمة.
وختم الحسن بالتأكيد على أهمية المنتج السوري الأدبي سواء كان من هيئة الكتاب أو دور النشر الخاصة لافتا إلى وجوب اتباع مقياس واحد للنشر حتى يخرج الكتاب السوري بأبهى صورة.
دائرة الثقافة
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938