نرى البعض يحرق وقته على مواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف أو غاية, و بالمقابل نجد المهتم الذي لا يرتوي من العلم والمعرفة ويسعى جاهداً ليروي ظمأ روحه من الثقافة.. تناول الباحث «عطية مسوح» عدة أفكار خلال محاضرة في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بعنوان «ما قبل الكتابة» منها:
مفهوم الثقافة الخفيفة وهي الأكثر انتشارا في عصرنا التي يحصل عليها الإنسان دون عناء أو بعناء خفيف و من خلال وسائل الإعلام عادة, حيث لا تشكل عمقاً أو تولد أفكاراً جديدة, والثقافة الثقيلة هي التي نحصل عليها من خلال جهد قراءة ناتجة عن مخطط.
وأن الكاتب مثقف و تفكير الكاتب بالقارئ لا يعني استرضاء القراء ولكن أن ينطلق في المجال البحثي أو الفكري من أن القارئ مفكر أيضا أي إنه سيناقش هذه الفكرة, وأن يحترم القارئ.
قام مسوح بالمقارنة بين المفكر الشفهي والمفكر الكاتب: إن كل قارئ مفكر شفهي بمعنى أن الحياة والثقافة والقراءة والصلة بالناس علَّمت هذا الإنسان أن يولد أفكاراً, والفرق بينه وبين المفكر الكاتب أن الشفهي أعدَّ نفسه ثقافياً دون أن يكتب وإنما يلقي الأفكار شفهيا بأحاديه.
وتناول الباحث الخلفية التي يقوم عليها البحث أو العمل الإبداعي, فالكاتب ينتج عمله الأدبي أو الفكري على قاعدة بناها على امتداد زمن طويل, كما أنه يعكس شخصيته وتكوينه النفسي.
وحددَّ النقاط التي يفترض أن ينطلق منها ويستند إليها البحث الجاد والعمل الإبداعي الحقيقي منها: أن يتضمن البحث فكرة جديدة.
تناول مسوح القارئ الجاد مع النص الذي يضعه الكاتب أو المبدع, وتبين أن القارئ المتفاعل يعيد كتابة النص في ذهنه, وبهذا يكون النص المفتوح البعيد عن الأحكام المطلقة والآراء القطعية الحاسمة هو النص الجيد القابل للحياة مع كل قراءة جديدة له, حيث أجرى مقارنة بين النص الضعيف والنص القوي بهذا الاتجاه.
واختتم المحاضرة بأن القارئ المتفاعل يضيف إلى النص, وما من نص عاش زمناً طويلا إلا أصبح في أذهان القراء وبفعله الثقافي والاجتماعي مختلفا عما كان عليه عندما كتبه مؤلفه.
وجرى في ختام المحاضرة حوار شيق بين المحاضر والحضور بين مؤيد ومعارض.
سلوى الديب
التاريخ: الاثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939