اعتراف ترامب حبر على «ورق صهيونـي» بلا قيمة قانونية.. ارتفاع منسوب الرفض والاستنكار الدوليين للبلطجة الأميركية
مازالت أصداء القرار الأميركي السافر تلقي بظلالها رفضاً واستنكاراً من الكثير من الدول إضافة الى عدد من وسائل الاعلام الغربية التي اعتبرت القرار رعونة سافرة وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.
في هذا السياق وصف محللون قرار ترامب بأنه خطوة حمقاء، مشيرين الى أن قراره هو تصرف بلطجي وعربدة موصوفة مشيرين الى أن الخطوات الأميركية تكشف ما كان يتم الحديث عنه منذ عشرات السنين بأن الولايات المتحدة الأميركية سباقة مثلها مثل الكيان الاسرائيلي الى الاعتداء على المنطقة، وأن موضوع ضم الجولان للاحتلال أبعد من دعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالانتخابات، بل يتعداه الى مشروع كبير وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير المزعوم الذي تتوهم واشنطن من خلاله أن تكون «إسرائيل» هي الحاكمة المطلقة لهذا الشرق وأن يكون العرب بشكل كامل تحت الإمرة الاسرائيلية.
وشدد المحللون على أن اتحاد سورية مع محور المقاومة في المنطقة قد أدى إلى عرقلة ونزع المشروع الأميركي من المنطقة.
وسلط المحللون الضوء على مهزلة نشوة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين ننتياهو بالقرار الذي جرى التوقيع عليه في وقت يهرول فيه المستوطنون الصهاينة إلى الملاجئ خوفاً من الموت القادم إليهم من بقعة جغرافية صغيرة بمقاييس المعارك، بقعة مكتظة بفلسطينيين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة جداً، بسبب حصار إسرائيلي، لكنهم على الرغم من ذلك يواجهون أكثر الجيوش وحشية بإرادة صاحب الحق الذي يحيا على يقين أنه منتصر لا محالة ذات يوم.
ووفقاً للمحللين فإنه لا قيمة قانونية لإعلان ترامب اعترافه بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل، فالأرض ستبقى إلى السوريين وحلفائهم أرضاً تحتلّها «إسرائيل». التي تتوهم بأن يعتاد العالم على تشريع الاحتلال لفرض هوية جديدة على الهضبة السوريّة.
فالخطوة الأميركية الحمقاء لاقت ردوداً أوروبية رافضة لإعلان ترامب، إلى جانب الصين، وروسيا فضلاً عن أن هذا الاعلان المزعوم قد أحرج العواصم العربية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أنها تأتي في سياق بدأ بالاعتراف الترامبي بالقدس عاصمة مزعومة لـ»إسرائيل»، والآن يأتي الاعتراف بضم الجولان المحتل.
ومع توالي حالات الرفض والتنديد لخطوة ترامب المشؤومة بشأن الجولان ارتفع منسوب الوهم لدى متزعمي الاحتلال الذين بدؤوا القيام بخطوات غير محسوبة العواقب، حيث كشف مسؤول صهيوني عن خطة تهدف إلى مضاعفة عدد مستعمرات الجولان ثلاث مرات خلال السنوات القادمة، وذلك بغية خلق أغلبية صهيونية في الجولان المحتل.
وزعم»عمدة كاتسرين» في الجولان السوري المحتل، المدعو ديمي أبارتسيف، إن تعداد السكان الكلي في الجولان المحتل سيرتفع وفق الخطة إلى قرابة 150 ألف نسمة، ما يعني أن عدد الصهاينة سيصل على الأغلب إلى 100 ألف نسمة.
وأن الخطوة الاميركية بشأن الجولان ستفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الأجنبي فيها، وذلك في إطار حديثه عن خطط ديموغرافية للجولان، تطبق خلال 10-15 سنة قادمة.
العهر الصهيو اميركي تماهى مع كشف المزيد من جرائم النظام التركي حيث تواصل استهداف المدنيين الذين يحاولون الفرار من اقتتال الفصائل الارهابية المسلحة في إدلب باتجاه أراضيها، وارتفع عدد من قضوا على يد قوات أردوغان الى 421 مدنياً سورياً، من ضمنهم 75 طفلاً دون الثامنة عشرة، و38 امرأة فوق سن 18 سنة.
أما الجواب السوري على ترهات ترامب وتصرفاته الرعناء فكان حاضراً ميدانياً وبقوة ضمن مسيرة القضاء على الارهاب، حيث تواصل وحدات الجيش العربي السوري ردها على خروقات «جبهة النصرة» والفصائل الموالية لها، لاتفاق منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وأرياف حماة وحلب.
كما استهدفت وحدات الجيش بعدة ضربات مدفعية عدد من إرهابيي «جبهة النصرة» أثناء محاولتهم التسلل باتجاه النقاط العسكرية التابعة لها على أطراف بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، متمكنةً من قتل وإصابة عدد منا لإرهابيين.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942