١٧سنة نادرة وثمينة

سألت الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان: كم بقي من عمر انفتاح النافذة السكانية…؟
أجاب: لقد خسرنا ٨ سنوات هي سنوات الحرب على سورية ولَم يبقَ سوى ١٧ سنة.
وبهذا المعنى فإن انفتاح النافذة السكانية كان قد بدأ في العام ٢٠١٠ ويستمر حتى العام ٢٠٣٥ وامتيازه المر أنه يأتي لمرة واحدة في عمر أي دولة من الدول وعلى مدى التاريخ كله.
ماذا نعني بانفتاح النافذة السكانية…؟ نعني أن نسبة الشباب ومجمل القادرين على العمل من السكان ترتفع إلى ٦٠% وتنخفض نسبة الأطفال إلى ٣٠% وتبدأ بالارتفاع نسبة كبار السن. إن المتابع للمسألة السكانية في سورية يعرف أن مشكلتنا الكبرى كانت تتجسد على صعيد السعي التنموي. وتحسين الواقع المعيشي، في وجود نسبة كبيرة من الأطفال ضمن الكتلة السكانية السورية، وكانت نسبتهم تصل إلى٥٠%- ٥٥% ما كان يعوق التنمية الكبرى ويرفع معدل الإعالة للمعيل في الأسرة الواحدة. هل كان مَن خططَ للحرب على سورية يدرك هذه الحقيقة…؟ بالتأكيد كان يعرف، فلقد درسوها جيداً قبل الحرب وأميل إلى الاعتقاد أنهم خافوا من تقدم سورية على كل الصعد وغاروا من رقيها وتحضرها، فضربوا أرضها وشعبها بهذا الحقد الرهيب. والآن في الـ ١٧ سنة المتبقية من عمر انفتاح النافذة السكانية من تاريخ سورية تعالوا ندرك هذه الحقيقة ونستفيد من القوى العاملة الشابة في العمل المنتج بدءاً من إعادة الإعمار التي لا بد منها مروراً بالزراعة والصناعة وانتهاء باستكمال البنية التحتية الملائمة للإنتاج. ويمكن بتفعيل العمل التطوعي مضاعفة الزمن وجعل إنتاج كل سنة يعادل سنتين مثل الخطة (ب) على صعيد التعليم إذ يدرس التلميذ صفين في سنة واحدة.
تتوقع هيئة الأسرة زيادة سكانية سنوية كبيرة تمتص الجهد التنموي العادي وإذ ترى أن المواءمة ما بين النمو السكاني والتقدم الاقتصادي هو الحل، فالأمر يحتاج إلى وعي أهمية أن النافذة السكانية لا تزال مفتوحة في سورية وأن تجاهلها سيقود إلى عوز تنموي في كثير من المجالات الحيوية (غذاء – كساء – أدوات ووسائل متنوعة – ماء – تعليم – صحة – نفط…) وسترتفع نسبة كبار السن إلى ٢٠% ما يجعل عبء الإعالة في الأسرة كبيراً جداً مرة ثانية.
الخطط موجودة والقرارات متخذة واللجان مشكلة وهذا كله شائع ومعروف دائماً لكن التنفيذ يحتاج إلى شحذ الهمم وتمجيد العمل وتحفيز المجدّين وحمايتهم من المعوقات الكثيرة: الفرصة ثمينة ونادرة ولن تتكرر فاغتنموها.
أروقة محلية
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942

آخر الأخبار
من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات