النفخ الأميركي في رماد «الاعتدال»

ما أن ينسى الفاعلون بحل الأزمة في سورية مصطلح ما يسمى المعارضة المعتدلة، حتى تعود واشنطن التي اخترعته لإعادة تفعيله، وذلك بهدف الحفاظ على وجود عصابات تنوي الاستفادة منها وتشغيلها كلما اقتضت مصلحتها ذلك، ويشمل ذاك المصطلح عدداً كبيراً من المجموعات الإرهابية التي يتربع عناصر (داعش) على قمة هرمها، ولاسيما ممن فرّ من المعارك في سورية والعراق، أو تم نقلهم إلى مناطق أخرى في العالم لترتيب صفوفهم وترميم ما فرغ منها.
كشْف البنتاغون الأميركي عن خططه، لإنفاق 300 مليون في السنة المالية القادمة من أجل إعداد (معتدلي أميركا)، يؤكد النية العدوانية المبيتة لحكام البيت الأبيض، وهي توسيع النفوذ في سورية خصوصاً، والمنطقة بشكل عام، وخاصة أنهم مازالوا يراوحون مكانهم، ويلعبون على حبال المراوغة والتسويف بشأن الانسحاب المزعوم الذي أعلن عنه رئيسهم قبل أكثر من شهرين ولم ينفّذ.
حتى الآن تستمر الولايات المتحدة في الكذب، وتتخذ من ذريعة محاربة (داعش) شمّاعة تعلق عليها أطماعها بالبقاء من أجل سرقة ما تبقى من ثروات، والإعداد لحروب واعتداءات أخرى، وجعل بعض المناطق في سورية محطات انطلاق لها إلى مراكز الأهداف التي تنوي قنصها وإصابتها، غير مدركة أنها تفتح على نفسها النار، ولن تكون قواتها في أي مأمن، سواء اعتمدت على تلك العصابات أم على غيرها ممن تحرضهم على التمرد والخروج من حضن الدولة السورية، ولا تزال تعشّمهم ببعض المساعدات التي سيدفعون أضعافها عندما يسقط مشروعهم الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والتداعي.
العدد الكبير من الإرهابيين الذي تنوي واشنطن إعداده وتأهيله، والذي يزيد عن ستين ألفاً حسب التسريبات، بالإضافة لحجم التسليح والتجهيزات الأخرى من معدات و لباس ورواتب، يقطع الشك باليقين عن أن الغرب لا يريد إنهاء الحروب والأزمات في المنطقة، بل يسعى لمفاقمة الصراع وإذكاء نار الفوضى والفتن، والاستثمار في التطرف إلى ما لا نهاية.
الدليل على ذلك أيضاً، مع أن الخبث الأميركي لا يحتاج لأدلة، رفض الخبراء المدنيين والعسكريين الأميركيين الموجودين في الأردن و التنف، لحضور الاجتماع التنسيقي السوري الروسي لإجلاء نزلاء مخيم الركبان، بحضور المنظمات العامة والأمم المتحدة والقوات الحليفة وفعاليات من المخيم، وهذا يحتاج لحديث آخر، لكنه يؤكد من جديد أن ترامب وزمرته يبحثون كل السبل والإمكانات التي تساعدهم على استمرار عدوانهم وتدخلهم في الشؤون السورية.
حدث وتعليق
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة