لا يُقلق قرار ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل أي مواطن سوري، بقدر ما يثير هذا القرار الخطير واللاعقلاني لدى دول العالم وحكوماته ومؤسساته ومنظماته بمختلف اختصاصاتها جملة من المخاوف، أبرزها مصير الاستقرار والسلام العالمي الذي يقوم أساساً على التطبيق الأمين لقواعد القانون الدولي، والالتزام الحقيقي بمبادئ وميثاق الأمم المتحدة.
ومن حيث أن أرض الجولان ومواطنيه هم جزء أصيل من الجسد السوري منذ فجر التاريخ، وسيبقى كذلك إلى أبد الآبدين، فلا خوف لدى أبناء سورية على مصير الجزء المحتل من أرضهم، لأنهم يؤمنون وبشكل مطلق بعودته إلى السيادة السورية وفي وقت غير بعيد.
ويرتكز إيمان السوريين على الجغرافيا والتاريخ والديمغرافيا، إضافة للإرادة الشعبية الحرة المستمدة من الحق الصريح، الذي سيذرو برياحه باطل الصهيونية العالمية وكل أوهامها وخرافاتها التي أقامت عليها كيانها المسخ والطارئ على أرض فلسطين العربية.
بينما قرار الرئيس الأميركي المتصهين دونالد ترامب المنحاز للجلاد على حساب الضحية، فهو لا يخرج عن إطار الحرب الإرهابية التي تشنها واشنطن والكيان الصهيوني منذ ثماني سنوات على سورية وشعبها، ولا يختلف عن قراره الخاص بالقدس المحتلة، كما أنه ينسجم تماماً مع تصاعد حدة الإرهاب بجميع أشكاله صهيونياً وتكفيرياً وعنصرياً.
ولا يمكن لقرار ترامب أن ينفذ على أرض الواقع مهما بلغت الغطرسة الأميركية من قوة، وجميع المواقف العربية والإقليمية والدولية تؤكد هذه الحقيقة، التزاماً منها بجميع القرارات الأممية التي صدرت بخصوص العدوان الإسرائيلي على العرب في حزيران عام 1967.
وأمام هذا الموقف الأميركي المتهور والمخزي الذي لا ينسجم مع روح العصر، ولا يتوافق مع الألفية الثالثة، وقبل هذا وذاك ينتهك بشكل فظ القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، يجب على جميع دول العالم والهيئات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن أن يتحملوا مسؤولياتهم القانونية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين من مخاطر جسيمة، والضغط على ترامب كي يتراجع عن قراراته التي تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942
السابق