«لاحياة بدونِ موت، والموت في سبيل الحياة حياة أخرى.. الموتُ هنا وعيٌّ هو الأكثر حقيقة وشرفاً. لماذا؟!.. من أجلِ أيِّ شيء؟.. أيّ قضية يخدم الإنسان، وفي سبيل من يحارب؟.
هي قضية الوطن الذي يعني الأرض، الشعب، المستقبل.. يعني الإنسان والإنسانية والتقدم والوجود، ومادامت هذه الحرب في سبيلِ التحرير فإنها حربُ الوطن الذي احتُلَّت أرضه، واستبيح شرفه، وصار مستقبلهُ مرهوناً بالتضحية.
هذا هو الوعي. إنه وعيٌ أنضجهُ الواقع».
إنه ما اخترناه من رواية «المرصد» لـ «حنا مينة»، وما علينا أن نقرأه ونُشهره في زمنٍ يضطرُّنا للغوص في صفحاتٍ، والوقوفِ أمام شهادات.. صفحات التاريخ وأمجاد رجاله، وشهادات الموثِّقين نقلاً عن أبطاله.. أبطال الجيش العربي السوري، ممن خاضوا ولازالوا أشرس المعارك مع عدوٍ صهيوني وآخر إرهابي.. عدوٌّ مدجَّجٌ بالحقدِ والشرِّ والجهلِ والظُلمة، وبكلِّ مالا يمكن مواجهته إلا بالنورِ والنار، وباتِّقادِ الكلمة.
كلمة الأدباء والشعراء والمفكرين، ممن اخترنا منهم العرب الذين أدانوا تطاولُ العدو وأذنابه على وطن السوريين.. أيضاً، الذين استقطبنا ردود أفعالهم حول تصريحات المجرم «ترامب» بشرعنة احتلال إسرائيل لجولاننا، فكانت كلمتهم وهي كلمتنا:
الجيشُ العربي السوري.. سيهزمُ العدو لأنه خارج التاريخ
•عيد صالح – شاعر مصري:
«هاهي اسرائيل تتبجح على مرأى ومسمعِ العالم أجمع، بأنها ستضمُّ أرض الجولان المحتلة لأراضيها المغتصبة من فلسطين، بعد أن مهَّدت لها أمريكا والخونة العرب ممن سعوا لتدمير سورية في حربٍ شارك فيها كل زناة الأرضِ وعصاباتها.
هذا ما يتبجَّح به عدوّنا الأول. إسرائيل التي تشنُّ علينا كلّ أنواع الحروب. الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والتي تدرِّب الجماعات الاٍرهابية وتموِّلها وتدفعهاِ لاستنزافنا وإنهاكنا وتدمير بنية مجتمعاتنا..
أما عن الصهيوني القذر «ترامب» الذي جيء به ليمهِّد الأرض بتصريحاته، وعلى طريقةِ وعد بلفور المشؤوم فأقول: ليس بمقدور هذا الترامب المجرم ولا ذاك النتنياهو السفاح، أن يفعلا في الجولان ما فعلاه في فلسطين، لأن الشعب والجيش العربي السوري لن يفرطوا بشبرٍ من أرضهم، وسيجبروا العدو الصهيوني على الخروجِ من المناطق التي احتلها في وطنهم وهو يجرُّ أذيال الهزيمة والعار لأنه ضد الجغرافيا والتاريخ، وساعتها لن تقوم لإسرائيل قائمة، وسيكون النصر والبقاء والحقُّ لسورية»..
ليس غريباً أن يكون هذا هو ردّ فعل هذا الشاعر لطالما، عُرف بوطنيَّته ومقاومته قولاً وفعلاً، وأدان في غالبية مجموعاته الشعرية الفلسفية، خونة الأوطان والمتاجرين بها، كما دعا الشعوب العربية إلى اليقظة منبهاً إلى أنها جميعها مستهدفة من قِبل العدو وأذنابه.
نحن أمام منطقٍ متغطرس.. وجنون عظمَةٍ بلا حدود
•مليكة شلال – ناشرة جزائرية:
تضامنتْ كثيراً مع سورية ووجدت بأن «أميركا وإسرائيل وبريطانيا وقطر والسعودية وتركيا والإخوان المسلمون والدواعش الوهابيون» الذين وقفوا جميعهم ضدها، لايمكن أن يؤتمنوا على وطنها الجزائر..
أيضاً، دعت إلى المقاومة ومحاربة الظلاميين-الإرهابيين وكل من يسعى لتجريد الأوطان من حضارتها وإنسانيتها، وهاهي اليوم تواجه تصريحات المجرم ترامب، قائلة عن قيامه بإهداء الجولان السوري المحتل، للعدو الصهيوني:
«ترامب نصَّب نفسه مالكاً للعالم بأسره يهدي ما يشاء لمن يشاء.. هنا وبلا أي شك نحن أمام منطق قوة متغطرس، وجنون عظمة غير محدود..
المشكلة ان الديمقراطية الغربية تعيش أزمة حقيقية في مصداقياتها، وشعوب العالم منزلقة في صراعات كثيرة جانبية، بينما تُنتزع منها سيادتها عن طريق وكلاءٍ للشيطان الأمريكي الذي يُحلِّل مايشاء بالقوة، إن رفضت هذه الشعوب الاستسلام.
أنا واثقة بأن في سورية، رجال قرروا منذ زمنٍ بعيدٍ مواجهة الاستكبار العالمي، ولم ولن يستسلموا رغم كل ما فعلته القوى الشيطانية في المنطقة المتمثلة في دويلات الخليج الإرهابية وحليفها التركي، وبإيعازٍ من سيدهم الأمريكي الذي قام بخلط جميع الأوراق، عبر داعش. العصابات الموازية لعصابات أمريكا و الربيع العربي…
التصريحات الأمريكية المعادية.. تُحمِّلُ المقاومة مسؤوليات أعمق
•محمد أبو رحمة – كاتب أردني:
لايقين لديه سوى الوطن، وما عداهُ ترهاتٌ وفتن.. لايبحثُ حوله وفي عالمه إلا عن الإنسانية.. يمقتُ الخيانة ويشمئزُّ من النذالة والنفاقِ، وبطريقةٍ لاذعة وشديدة السخرية.
إنه كاتبٌ، لأنه أبى إلا أن يبقى في حالةِ مواجهةٍ دائمة لكلِّ ظالمٍ ومظلمٍ ومجرمِ مختل، فقد انتقد السياسات الأميركية المجرمة قائلاً عن تصريحات «ترامب» وشرعنتهِ لسيادة الصهيوني المحتل على الجولان السوري:
«السياق الطبيعي لفهم تصريحات «ترامب» حول الجولان السوري المحتل، يأتي ضمن المنظور العام للسياسات الأمريكية المعادية للعرب في كل قضاياهم، بل ولكل شعوب العالم التي تناضل من أجل الحرية والاستقلال والتقدم..
ما يميز أداء «ترامب» عن غيره من الرؤساء الأمريكان، هو أنه يمثل الحقيقة الأمريكية بلا أقنعة ولا مساحيق، والفرق بينه وبين غيره من الرؤساء هو فرق في الدرجة لا في النوع..
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يأتي موقفه من الجولان السوري، وقبله موقفه من القدس وحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وكذلك من مجمل الحروب في المنطقة وخصوصاً في سورية واليمن، وفي وقتٍ تمرُّ فيه الأمة العربية بأحد أكثر مستويات التردِّي والتراجع على صعيد العلاقات العربية-العربية، وتتبنى فيه أنظمة عربية في الخليج وغيره، سياسات غير مسبوقة في عبوديّتها ومستوى تكيفها مع المصالح الصهيو-أمريكية.
إنه ما يحمِّل محور المقاومة مسؤوليات أعمق وأهم، لاسيما وهو في طريقه لتحقيق النصر الحاسم على المشروع الأمريكي وأدواته في المنطقة.
هنا الجولانُ جذرٌ في الثرى صلبٌ.. وجذعٌ منهُ قلبُ الريحِ يرتعدُ
•رضوان قاسم – شاعر فلسطيني:
نختم بهذه الأبيات من قصيدة «سورُ الصخر» لهذا الشاعر المقاوم بصرخةِ القصيدة المدوِّية.. القصيدة التي تماهى فيها الهوى السوري مع الفلسطيني، إلى أن باتت قضيّة مرفوعة بكرامة الأوطان والهوية.
«هنا جذرٌ وتاريخٌ ومعتقدُ/ هنا لغةٌ بنارِ القلبِ تتَّقدُ/ هنا الجولانُ جذرٌ في الثرى صلبٌ/ وجذعٌ منهُ قلبُ الريحِ يرتعدُ/..
هنا أسوانُ مع وهرانَ مع كسبٍ/ هنا حلبٌ هنا سبأٌ هنا صفدُ/ هنا بغدادُ والخرطومُ مع عدنٍ / هنا الفيحاءُ مع قدسٍ قد اتحدوا/..
وقد تعبتْ بلادي من مواجعها/ فلسطينٌ على الجولانِ تستندُ/ لها قومٌ كسورِ الصخرِ سوريٌّ/ لغيرِ الله لا ركعوا ولا سجدوا/..
هفاف ميهوب
التاريخ: الأحد 31-3-2019
الرقم: 16944