تعويم نتنياهو..!!

يدخل السباق المحموم إلى إعادة تعويم نتنياهو مراحله النهائية ولحظاته الحاسمة، الذي لم يقتصر على الأميركيين، بل ذهبت روسيا إلى محاكاة السيناريو الأميركي بطريقتها التي بدت وكأنها تختبر حدود التأثير ومساحة النفوذ، أكثر مما هي تتعمّد الحرج والإحراج، في خطوة يصعب هضمها، وتحتاج إلى كثيرٍ من الشرح والتفسير، حين قدّمت جثة الجندي الإسرائيلي، في سابقة خطيرة تنمُّ بحدها الأدنى عن الرغبة في مناكفة الأميركي في أقرب أوراقه، ومن داخل جحره، غير أنها تثير زوبعةً من الاحتمالات الخطيرة، أقلها التعثُّر في تسويق الحيثيات والارتباك إلى حدود المغالطة في التفاصيل.
فالرئيس الأميركي لم يكتفِ بما اتخذه من خطوات تهويدية وعربدةٍ لشرعنة الاحتلال واغتصاب ما تبقى من الأرض العربية، في مقامرةٍ لن تقف تداعياتها عند حائط الانتخابات الإسرائيلية، التي يراد لها أن تكون على مقاس نتنياهو في الشكل والمضمون.
وهذا ما يستجره الحديث عن ضم المستوطنات وبقاء السيطرة الإسرائيلية، لتكون رأس حربة الخطوة التالية التي تستهدف الضفة الغربية برمتها، ووضعها في مرمى الأطماع الإسرائيلية والأميركية، في عملية لم يعد مستبعداً أن يقدم عليها الأميركيون والرئيس ترامب شخصياً في اللحظات التي تسبق الانتخابات، لتكون آخر ما في الجعبة من أجل إعادة استنساخه انتخابياً، ولو كان بطريقة التعويم القسري.
«التنافس» هنا وبهذا الأسلوب يطرح عشرات الأسئلة التي يصعب الإجابة عنها، وربما يستحيل ذلك في إطار أي مقارنة تجري، وفي مقدمتها عن الجدوى التي سيجنيها الأميركيون وغيرهم من تعويم مفلس في الداخل الصهيوني، وفاسد وفق التوصيفات المرافقة له، وعدواني في معظم الأدبيات السياسية؟
السؤال الجوهري في المقاربة أن هذا «التنافس» الأميركي الروسي يكاد يشكل الخرق الأكثر مدعاةً للاستهجان في سلسلة الاحتمالات، التي تقوم عليها مختلف التحليلات السياسية الناتجة عن الغموض المحيط بجوانب الموقف والرغبة في الإبقاء على نتنياهو في أضواء السياسة رغم أنف الآخرين.
فإذا كان مفهوماً ومعروفاً أنّ العلاقة الأميركية الإسرائيلية لا ترتبط أساساً، ولا تتوقف على وجود نتنياهو أو سواه، كما هي لا تتوقف على وجود ترامب أو غيره، وإن كان الأكثر وضوحاً في انحيازه الأعمى لإسرائيل، حين ترك الحبل على غاربه أمام عدوانيتها وحقد زمرته من رؤوس حامية داخل الإدارة الأميركية، فيبقى السؤال الأصعب، وقد يكون المحير يتعلق بالجانب الروسي، والذي يحتاج إلى إجابة ليس من المحسوم حتى اللحظة الوصول إليها.
المقاربة الأخطر ما يتم تداوله عن الخطوات الأميركية المقترحة في سياق التنافس مع الروسي في خطب ودّ الإسرائيلي، والجزم بالمقدرة على إعادة تعويم نتنياهو، من دون الحاجة للروسي في هذه المسألة، ما يزيد من تعقيد المشهد في السباق المحموم على تحقيق السبق في الترويج للفائز القادم ضمن سيناريو إعادة ترتيب البيت الإسرائيلي، ليكون الورقة الأكثر مطواعيةً في الصراع على النفوذ والتحكم بمسار التجاذب في العلاقة البينية، وفي مناخ العلاقات الدولية.
أخطأ الأميركيون مراراً وتكراراً في الانحياز الأعمى، وتراكم الخطأ في ظل إدارة أميركية، لا تتردد في صياغة المشهد الإقليمي، ليكون على مقاس المتطلبات العدوانية الإسرائيلية، بينما يسجل الموقف الروسي – الذي يبقى خارج أي مقارنة – ما يقترب من حدود الخطيئة، التي سيكون من المحال تحت أي عنوان أو سقف أو فهم أو تبرير أن تمرّ، وتحتاج إلى ما هو أكثر من التوضيح والتفسير، وربما اقتضت أن تصل إلى حدود المراجعة..!!
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
a.ka667@yahoo.com
التاريخ: الأحد 7-4-2019
رقم العدد : 16950

 

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان