الدور القطري المشبوه في دعم الإرهاب والفكر المتطرف، لم يقتصر داخل البلاد العربية والإسلامية، بل تعداه إلى أوروبا، حيث كشف كتاب صدر حديثا في فرنسا، جوانب من الدعم السخي الذي تقدمه مشيخة قطر لتنظيمات الإخوان والشخصيات التي تروج أفكارا متطرفة تحت غطاء «أكاديمي وخيري» في عدد من دول أوروبا.
وأشار الكتاب الذي جاء بعنوان أوراق قطرية، وهو تحقيق استقصائي على غرار «أوراق بنما»، أن قطر حولت مبالغ كبيرة إلى أوروبا لأجل دعم 140 مشروعا مرتبطا بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وبحسب موقع سكاي نيوز، فقد أوضح المصدر، أن الدوحة دفعت مبلغا يصل إلى 72 مليون يورو لفائدة مجموعات إخوانية تنشط في سبع دول أوروبية، وفي منطقة واحدة فقط من فرنسا، وصل الدعم إلى 4,6 ملايين يورو، حيث ذهبت 3 ملايين يورو من المبلغ لمصلحة ثانوية ابن رشد الثانوية في مدينة ليل شمالي فرنسا، وهو ما يظهر سعي المشروع الإخواني إلى اختراق المؤسسات التعليمية لبث الأفكار المتطرفة. وأوضح الكتاب أن عدة شخصيات إخوانية استفادت من الدعم «السخي» للدوحة، إذ ظل حفيد مؤسس الإخوان، طارق رمضان، يحصل على أجر شهري يقدر بـ 35 ألف يورو مقابل لعب دور مستشار لمؤسسة قطر، وتعاون رمضان مع المؤسسة التي أحدثتها الشيخة موزة، والدة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وأشار أنه قبل فترة قصيرة من اعتقال رمضان في إطار تحقيق جنائي بشبهة الاغتصاب، قام المذكور بسحب مبلغ قدره 590 ألف يورو من حسابات في بنوك قطرية.
الكتاب أشار ايضاً إلى أن موظفا كبيرا في سفارة النظام القطري بباريس اضطلع بدور بارز في الإمداد بالأموال لأجل تعبيد الطريق أمام النفوذ الإخواني، وأضاف أن هذا الشخص من أتباع المدعو يوسف القرضاوي، المدرج ضمن قوائم الإرهاب، ونوه بأن المخابرات الفرنسية لم تكن غافلة عما تقوم به قطر، ففي إحدى المذكرات، حذرت من تقديم الدوحة دعما ماليا كبيرا لما يسمى باتحاد المنظمات في فرنسا.
إلى ذلك أورد الكاتبان الفرنسيان كريستيان تشينو وجورج مالبرونو، أن رمضان وزوجته اشتريا شقتين في أحد الأحياء الراقية جدا بالعاصمة باريس، وأوضحا انه تدفقت الأموال القطرية على شخصيات إخوانية في فرنسا وسويسرا، وضمت قائمة المستفيدين متحف «حضارات الإسلام» في جنيف وهو مؤسسة تبث دعاية وأفكاراً إخوانية.
وتلقى هذا المتحف المزعوم مبلغا يصل إلى 1,4 مليون فرنك سويسري، فيما تقول الشرطة في البلد الأوروبي الصغير إنها لا تستطيع التحقيق في قضايا مرتبطة برابطة مسلمي سويسرا إلا إذا تعلق الأمر بالإرهاب، بالنظر إلى كونها جمعية دينية.
وقال الكاتبان إن رئيس النظام الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب ضمانات من المسؤولين القطريين، بشأن محاربة تمويل الإرهاب وعدم تقديم دعم مالي سري لأنشطة داخل فرنسا.
ويبدي الكاتبان شكوكا في أن تكون قطر قد امتثلت لهذا الطلب الفرنسي الذي قدمه ماكرون، ويرجح الصحفيان أن تكون الدوحة قد واصلت سياستها في دعم الأذرع الإخوانية.
وفي إيطاليا، حصل مركز الهدى في العاصمة روما على أربعة ملايين يورو، وفي المنحى نفسه، استفاد ما يسمى باتحاد الجالية العربية في إيطاليا من دعم مالي كبير.
في هذا السياق أظهرت وثائق جرى العثور عليها في بيت الإخواني السابق، يوسف ندا، عن استراتيجيات دقيقة لأجل استمالة عمداء المدن ومسؤولين آخرين على المستوى المحلي حتى يسهلوا التغلغل الإخواني.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951