قبل ست جولات على نهاية الموسم الحالي من دوري المحترفين الكروي، يبدو من الضرورة بمكان أن يرتقي أداء اتحاد كرة القدم في تعامله مع واقع المسابقة إلى مستوى الحدث، على اعتبار أننا في جولات حاسمة من عمر البطولة، ونتائج هذه الجولات ستحدد ماهية البطل وكذلك هوية الهابطين إلى الدرجة الأدنى.
نحن نتحدث عن أداء اتحاد كرة القدم، لأن قرارات الأخير واتسامها بالحكمة أو افتقارها لها ستتحكم إلى حد بعيد باستمرارية المسابقة والوصول إلى بر الأمان من عدمه، على اعتبار أن أي قرار سيكون له دور في أن تأخذ الأمور أحد اتجاهين، فإما أن يكون القرار مقنعاً عادلاً لا يلقى أي اعتراضات، أو أن يكون قراراً متسرعاً غير ناضج، يفتح أبواب الاعتراض وعدم القبول به لأنه يفتقر لأسباب الإقناع.
وبالتأكيد فإن لقرارات اتحاد اللعبة الشعبية الأولى انعكاسات لا تتأثر بها فرق البطولة وحسب، وإنما أطراف أخرى كما هو حال جماهير الأندية التي تقوم بردات فعل على بعض قرارات اتحاد الكرة، أو على أداء حكام كرتنا الذين يتلاعبون بالمزاج العام لجمهور دورينا، وهو الجمهور الذي يمكن وصفه بالعاطفي بامتياز.
بناء على كل ما سبق نقول إن قرارات اتحاد الكرة وتعامله مع حساسية المراحل المتبقية من عمر مسابقة الدوري سيحدد مسار الأمور، ونحن هنا نتحدث عن المفصل الأهم في هذا التوقيت الصعب من عمر المسابقة المحلية الأبرز وهو الحكام، الذين يستطيعون بقراراتهم الوصول بدوري المحترفين إلى نقطة النهاية دون أي مشاكل، أو قيادة المسابقة إلى التوقف نتيجة ضعف قراراتهم وعدم اتسامها بالعدالة التي تبدو مطلباً ملحاً في هذا التوقيت من عمر الدوري، ولاسيما مع احتدام المنافسة على أشدها سواء فيما يتعلق بصدارة ترتيب جدول المسابقة وتحديد بطلها، أو فيما يتعلق بالتنافس على الهروب من شبح الهبوط.
على كل حال وباختصار شديد فإن إمكانية تساوي أكثر من فريق بالنقاط أو حتى بفارق الأهداف وحساسية الموقف وعدم احتماله أي خطأ، قد يؤدي لضياع حق فريق أو ترجيح كفة آخر تدفعنا لمطالبة اتحاد الكرة بتوخي الحذر، ومحاولة تحقيق مبدأ العدالة حتى يصل الدوري إلى بر الأمان دون مشاكل ومنغصات يمكن أن تعكر الموسم ككل.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 11-4-2019
الرقم: 16954