امتزجت دماء جيشنا الباسل بآثارنا حين ارتقت أرواحهم تحت وابل الرصاص لينقذوا حضارتهم من نير الإرهابيين، متمسكين بما تملكه سورية بلد المليون قطعة أثرية وفقا لإحصائيات عالمية، ليتم بفضلهم استرداد19500 قطعة أثرية.
لم تكف التحايا لهؤلاء الأبطال الذين خلدهم التاريخ، فمن شاهد الخراب والدمار الذي تعرضت له متاحفنا يعتقد أن تاريخنا قد ضمر، لكن على العكس فما زالت الأرض السورية تخرج بثرواتها وآثارها حتى يومنا هذا رغم ما عانته من ويلات الحرب.
لم تخصص الندوة التي حاضربها المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود للمتحف الوطني بدمشق بمناسبة مئة عام على تأسيسه و التي خصصتها المديرية لمهرجان دمشق الثقافي، بل كان لفتح ملفات المتاحف وما تعانيه من مخلفات السرقات والاتجار بها على الحدود السورية بعد نيل العصابات الإرهابية وفتكهم حرمة تلك المتاحف وبيع القطع الأثرية بأغلى الأثمان لعرضها في المتاحف التركية والتي بلغت جوالي 16ألف قطعة أثرية، فلم يكن عبثا ذكر تلك البلد التي ساهمت في سفك دماء الشعب السوري محاولة ضمر معالمه الأثرية ونسيان ماض الأجداد.
وإن قلنا أن القانون الدولي شاهد على تلك السرقات، فالجهات المختصة بالتعاون مع وزارة الثقافة لم تتوان في تشكيل لجنة متابعة لاسترداد تلك المسروقات ومعاقبة مرتكبيها حين تصل الجهات المختصة إلى أسماء مرتكبي تلك الجرائم الوطنية التي تشكك بهوية الانتماء لهذا الوطن.
وما يندى له الجبين، أن مديرية الآثار والمتاحف لا تملك وثائق ومستندات تثبت ما تملكه المتاحف الوطنية بالعدد وهو ما نوه له وما طالب به الدكتور محمود حمود مدير الآثار والمتاحف بحوار خاص للثورة مشيرا إلى تقصير الجهات المختصة بتبنيد ما تملكه سورية من آثار, دمشق أقدم عاصمة في العالم ومن المعيب أن تغيب الإحصائيات، ومن هذا المنطلق تحدث حمود عن
الآفاق المستقبلية للمتاحف والرؤية لتطويرها بمنهجية لتكون منبر ثقافي لبث الوعي بهوية الشعب السوري، معتبرا أن المتاحف كالمراكز الثقافية تنشر الوعي وترفع الذائقة الفنية المتحضرة، فلا شك به أن حضارة الشعب من خلال متاحفها وما تضم من مقتنيات نادرة الوجود وآلاف القطع النقد
مطالبا بأماكن عرض ماتم اكتشافه من قبل مئة وأربعين بعثة لم يتوقف عملها حتى خلال سنوات الحرب لاسيما بعثات تنقيب طارئة عملت في أوقات الحرب وتم نقل اربعمئة منحوتة تحت وابل الرصاص في مدينة تدمر، قائلا: نحتاج لأماكن عرض لتخرج من المستودعات حتى لا تتضرر إثر عوامل الزمن، لتكون في متناول الجمهور.
محمد نظير عوض مدير شؤون المتاحف في تصريح للثورة: نشارك في مهرجان دمشق كي نقدم المعلومات حول واقع المتاحف بالصورة وما تعرضت له حضارتنا خلال سنوات الحرب، وقدمنا معرض للقطع الأثرية البيزنطية والعثمانية والمملوكية وغيرهافي دار الأسد ضمن مهرجان دمشق الثقافي.
أما مدير العلاقات الثقافية في مديرية الآثار والمتاحف المهندس فراس دادوخ تحدث للثورة عن عمليات نقل القطع وإجلاء وإخلاء المتاحف خلال الحرب..فنقلت ما تبقى من القطع الأثرية من متاحف دير الزور والرقة وإدلب التي تملك الأرشيف الملكي يعود 220قبل الميلاد إلى دمشق أقدم عاصمة في التاريخ.
التاريخ: الخميس 11-4-2019
رقم العدد : 16954