رأي… في شهر الكتاب..الفعــــل الثقافــي أبعــد مــن تقاليـــد احتفاليـــة

مضت اعوام عدة على الحدث المهم والبارز الذي ينتظره القاريءالسوري نعني به شهر الكتاب الذي ترسخ فعلا ثقافيا متميزا صحيح انه توقف لبعض الوقت لكنه عاد ليترسخ فعلا معرفيا مهما لايمكن تجاوزه وقد أصبحت له اعرافه وتقاليده ينتظره المواطن السوري مع ما يرافقه من برامج ومهرجانات ثقافية تضيء وتكرس عطاء ابداعيا من خلال تكريم المبدعين والمثقفين السوريين الذين آمنوا أن الوطن اكبر وأسمى ولا يمكن لأي شيء ان يكون اهم منه.
مع مهرجان دمشق الذي انطلق منذ أيام وغزارة النشاطات مترافقا مع شهر الكتاب مع هذا كله لابد من القول أن ذلك كله لايمكن أن نقول إن الفعل الثقافي قد ترسخ أو أنه قد اكتمل.. فهذا امر اخر لا أحد يستطيع تأجيله إلى حين فالكلمة والفن والمسرح وما في فنون الابداع كلها تحتاج مسارات اكثر عمقا لا كما نراه اليوم, وكما لو أن السيل الجارف قد أتى وترك آثارا عميقة ولكنها تجف خلال ساعات ولاشيءسوى ضجيج إعلامي هادر وتمضي الحال إلى الموسم القادم وكفى الله المؤمنين شر القتال.
هذه حال الكثير من نشاطاتنا الثقافية التي لا تعمق مسارا ما إنما من كل ميدان أثر ومن ثم نغلق الصفحة
بكل الاحوال لابد من الحفر عميقا في مسارات الفعل الثقافي وذلك من خلال العمل اولا على استقصاء حاجتنا الفعلية التي تنتج من واقعنا الان, ولعل أولها فعل التنوير الذي يجب أن يكون ديدن كل مبدع سوري فاليوم جذورنا المرتبطة بالارض والوطن تحتاج إلى المزيد من الخصب والاضاءة.
وثانيا لا يد من فعل مجتمعي حقيقي يبني ويؤسس على قاعد ة الديمومة التي تؤمن أن الإنسان غاية الوجود وليس الفعل للظهور الإعلامي وتسجيل المواقف.
وثالثا: العمل على أن الانتماء ثقافة تنمو من الأسرة إلى المدرسة والجامعة وهذا النمو فعل معرفي وثقافي المنهاج المدرسي وحده لايكفي, وكذلك المظاهر إنما العمل الذي يشترك فيه الجميع من مؤسسات أهلية وحكومية تعمل وفق استراتيجيات شاملة.
ونقطة لابد منها الا وهي شيوع ظاهرة تكريس المكرس, فكم من كاتب ومبدع أشبع تكريما وإضاءة وكأنه لا يوجد غيره وربما يعود ذلك لأن المحتفين يريدون تحقيق المزيد من الأضواء وهنا مقتل اخر, فقد يكرم فنان خلال شهر عشرات المرات وننسى آخرين على مستوى عال من الأهمية لكن لاحظوة لهم عند…
ولنكن أكثر صراحة ولنقل أن الإعلام مقصر بذلك ولا يضيء الا ايضا على شللية من…وهذا داء مستعص يجب تجاوزه, واذا كان من خلاصة فهي انه لا فعل ثقافي بلا إنفاق مالي فالثقافة والاعلام زرع طويل الحصاد ولكنه يحتاج المزيد والمزيد, ومع هذا كله شكرا لكل حراك ثقافي نراه فهو فعل معرفي لابد أن ينتج يوما ما.
دائرة الثقافة

التاريخ: الخميس 11-4-2019
رقم العدد : 16954

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها