الملحق الثقافي..وفاء دلا
وَتَسألُني الجُلَّنارُ دِمَشْقُ
إلى أَيِّنا تَنْتَمينْ؟
إلى سنديانِ النَّدى
وانْهمارِ الشذى
من أعالي الجبالْ؟
أمْ مِنَ الأُغنياتِ التي
بلَّلَتْ غيمةَ الشعرِ
في جنَّةٍ للخيال؟
وأَصْمُتُ
عَينايَ تَسْتَعذبانِ
الرحيلَ
بغاباتِ أطيافِها
قلتُ سيدتي
كُلَّما كنتُ أَدنو إليَّ أرى
طائراً في السماواتِ
يتلو نشيدي
وحين أَعودُ
أرتبُ بالياسمينِ
المُهَفهَفِ شعري
وَأرسمُ من
سوسنِ الكلماتِ
ملامحَ ثغريَ
إني ارتميتُ
كظلِّ وراءَكِ
كانت خُطايَ تُسافِرُ
فوقَ أدِيمِكِ
سيدةَ الضوءِ
والشعرِ والفاتناتْ
أُحِبُّكِ
كم كنتُ نشوانَةً
في الصباحاتِ
حينَ أُسرِّحُ
شَعْرَ القصيدةِ
تحتَ نَسَائمِ (قاسيون)
وحينَ أَعودُ
لأملأ منْ
شجرِ الغوطتينِ
سِلالَ جنوني
أَرانيَ
أُغَمِّضُ مِنْ نشوةٍ
في الفؤادِ
رُموشَ عيوني
ياه…
كم أنا نَسّاءَةٌ
فالطيورُ التي
حَمَلَتْ دمعةً
من نَوظرِ بغدادَ
قد رَسَمَتْ
فوقَ خدِّ دِمَشْقَ الأَسى
والنخيلُ الذي
قد تَيبَّسَ فيهِ الرُّطَبْ
صارَ يبكي لهُ
في حقولِ دِمَشْقَ العِنَبْ
ياه…
كم أَنا مُربَكَةُ
فالمآذِنُ
في الجامعِ الأُمويِّ تُصلي
لِدَمْعَةِ بغدادَ
أَنّى يكونُ لِمُنجذلٍ
مثلَ قلبي
أَن يُحلِّق بي
بين ليلٍ وليلٍ
وريحٍ وريحْ
عَلّني أستريحْ
أنا مَحْضُ مجنونةٍ باثنتينْ
دمشقَ وبغدادَ
إطلالتا سنديانْ،
وبوّابتا حُلُمٍ
نُورُهُ مُنْذُ
بِدءِ الخَليقَةِ
مفتاحُ هذا الزمانْ
فَدَعُونا نُصلي معاً
لبغدادَ حينَ ستُبعثُ
مُزْدانَةً بالأَمانْ
وَدَعونا
نُضَمِّدُ أوجاعَها
بحنينِ دِمَشْقَ
لأنَّهما تَوأمان.
التاريخ: الثلاثاء16-4-2019
رقم العدد : 16946