رغم الظروف القاسية التي مرت بها سورية ولحقت بدور النشر والمؤسسات التي تعنى بشأن صناعة الكتاب, إلا أنه بقي حاضرا في المعارض المحلية والعربية, لما له من مكانة وأهمية في الوجدان, إضافة للسعي الدؤوب لاتحاد الناشرين في المساهمة في كسر الحصار عنه.
للارتقاء بالمشهد الثقافي وصناعة الكتاب أقامت مكتبة الأسد في دمشق ندوة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب تحت عنوان (الكتاب السوري وآفاق المستقبل).
شارك فيها كل من د.عيسى العسافين رئيس جمعية المكتبات والوثائق السورية ود. هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين وإياد المرشد مدير مكتبة الأسد الوطنية
تناول د. عيسى العسافين الكتاب السوري في رحلة البحث عن الهوية, مبينا أن الكتاب عبارة عن رسالة فكرية طرفها الأول هو المرسل وطرفها الأخير المستفيد, وما بين الطرفين مجموعة أطراف أخرى, بالتالي عملية الاتصال تتألف من المرسل, المتحدث, الكاتب, الرسام.
والرسالة وتعني ما نريد إيصاله أو بثه أو تبادله, والوسيلة وهي التي تحمل الرسالة, والمستقبل هو المستفيد النهائي.
أما التشويش هو أي حاجز يحول دون إرسال الرسالة, وكلما زاد خفت فعالية الرسالة.
وعن إنتاج المعلومات ومصادرها بين د. العسافين أنها وظيفة الناشر, أما التجهيز والتنظيم والبث فهي وظيفة المكتبات بالتالي هناك تلاحم بين عملية النشر والمكتبات بمختلف أنواعها.
أما عن نشأة الكتاب السوري أوضح د. العسافين أن أول كتاب صدر بالعالم باللغة العربية هو في سورية بمدينة حلب عام 1706م فسورية أول دولة عربية عرفت الطباعة, وبعد 114 سنة عرفتها مصر وعرفتها الأردن بعد 216 سنة.
تأثير الأزمة على النشر
بين الدكتور العسافين أن عدد دور النشر في سورية أكثر من 400 دار, ففي عام 2010 صدر 1935 كتابا, 2011 صدر 1136 كتابا, 2012 صدر 776 كتابا, 2013 صدر 381 كتابا, 2014 صدر 505 كتب, 2017 صدر 554 كتابا.
أكثر المواضيع انتشارا, الأدبية بعدها الدينية بعدها العلوم الاجتماعية.
واقع وآفاق
أما هيثم الحافظ مدير عام دار الحافظ,رئيس اتحاد الناشرين تحدث عن واقع وآفاق صناعة الكتاب.
وأشار أن هناك العديد من المشكلات التي نعاني منها بعد أن عصفت الأزمة بالعديد من المباني والمنشآت التي كنا نستعين بها في عملية النشر, والتي أدت الى نزوح عدد كبير من المهنيين إلى بلاد عربية مثل الأردن, مصر, لبنان, وإلى ضعف في سوقنا الداخلية وأثرت على موضوع الربح والإنتاج.
وأشار إلى مشكلة أخرى لا علاقة للأزمة بها مثل ضعف الاهتمام بتنمية القراءة وهي متممة ومكملة لعملية النشر.
وهناك أيضا مشاكل منها مقاطعة بعض الدول العربية لدور النشر السورية لكن استطعنا كسر الحصار عن الكتاب السوري, ومن تواجد الكتاب في كل البلاد العربية حتى لو لم يوجد فيها الناشر.
والناشر السوري يملك أهم دور النشر في العالم العربي في لبنان, مصر, الإمارات.
وتوقف الحافظ مطولا عند مشكلة التقليد والتزوير وبين أنها ليست بالخطورة التي يحكى عنها, مشكلتنا الحقيقية في السعر بسبب لعنة الدولار نحتاج الدعم من الحكومة لنتخطى الصعاب وإقامة المعارض المتعددة في كل المحافظات وليس في مكان واحد.
النظرة للناشر على أنه تاجر لكن إذا كان برسالة فهي الأساس والمبتغى.
الإيداع القانوني
بينما إياد مرشد مدير مكتبة الأسد توقف عند موضوع الإيداع القانوني وبين أن فكرة الإيداع القانوني بدأت مع فرانسوا الأول في فرنسا عام 1537 والهدف أن تطلع السلطة على كل ماينشر, وحماية المادة المنشورة من التحريف, وفي بعض الأزمنة لمواجهة عملية القرصنة وحماية حقوق المؤلف.
وأشار المرشد أن دار الحكمة في حلب كانت أول مكتبة للإيداع القانوني, كان أي كتاب يتم بيعه يوضع مقابل وزنه ذهب.
الإيداع القانوني
هو القانون الذي يلزم المؤلف أو الناشر بإيداع نسخة أو أكثر مجانا, ومكتبة الأسد تعتبر الوكالة المتخصصة للإيداع القانوني.
أهداف الإيداع
حفظ الإنتاج الثقافي الوطني, ومكتبة الأسد صمام أمان للمستقبل, وحماية حقوق المؤلف, ترويج الأعمال الفكرية والثقافية, تبادل الكتاب مع كتب من دول أخرى إضافة لتوثيق وأتمتة الأعمال السورية.
علاء الدين محمد
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969