«أوراق من المخيم».. ســـــــــكرات المــــــوت قرابيــــــن حيـــــــــاة..

من دون مقدمات يهدي الشاعر جهاد حسن ديوانه «أوراق من المخيم» إلى حبيبته فلسطين، فحين يكون الحب تكون شهقة الحياة، لكن عنده كانت دروب الموت تشق طريقها بين الأحبة وصدور الخائفين، تاركاً نهايات نصوصه مفتوحة الأفق وكأنه لم ينته من البوح بعد، معلناً بيأس أن «قضيته ضاعت بين المنابر» في نص بعنوان اللقاء يكتب:
اكتبي يا أنتِ.. هنا زرعنا ..
هنا وجدنا قناديلا من أول قوانين الحبّ
والقرآن بين أعمدة الشوق
في القدس وفي ربوع دمشق وفي ربا الحب ..
في غزة
يبحث الشاعر في نص «أشواق وشوق» عن ضوء جديد تحت الشمس:
وكم مرة يا أمير الحزن قدمنا قرابيناً
وتركونا كأكياس القمامة على الطرقات
من يقرأ بين السطور يستقرأ الحزن المخيم على النصوص وكأنها تؤرخ ما مر به المخيم، وكأن الكاتب يبوح لنا بعجزه رغم المفردات والتراكيب البعيدة عن شوائب التكلف، فلم تكن النصوص إلا شواهد من قوالب الحياة ومقالبها الدامية ففي «شاطئ الموت» يخاطب الطفل الذي يبحث عن شاطئ أمان في بلاد اللجوء:
قم داعب موجات الحب
مازلت تنتظر صدر أمك وقارب أبيك
ولحظات السقام الأخيرة وآهاتك
في حضور الموت مازلت تلعب حين همت
على وجهك ووقعت.. فيا أيها العربي الصغير
لم أضعت هنا قالب الحلوى الأخير؟!
لا يملك الشاعر سوى كلماته كي يعبر عن خلجاته وكأنه يترك للقارئ مساحة تأمل ليتفرد بها ويبحث عن المعنى المضمر.
في « شوق الوداع» يأخذ عطر برتقالة ومسك العنبر وأول زيتونة زرعت على الأبواب في القدس:
أنتظر خبراً
للزفاف مهره سكين
وشوق لموسم جديد آخر..وآخر
هل مازالت أبواب المخيم مشرعة أمام الأمل، هل يوماً يستعيد الموتى قوافيهم وتستيقظ الأرواح من غفوتها الأبدية؟ اجابات هذه الأسئلة في نص بعنوان «أبواب المخيم»:
لم أجد إلا الله يربت على كتفي بلطفٍ
يوقظني ودخلت أبواب المخيم غفلة
وسكرات الموت على الحيطان نائمة
وعلى الأسوار شدت حبال الموت
وكأن رقاب أحبتي هنا ضمت كباقات من الورد
أربعة وثلاثون نصاً نثرياً حاول جهاد حسن في «أوراق من المخيم» طباعة دار كنانة للطباعة والنشر والتوزيع أن يزرع نفسه في ذاكرة القارئ ليمونة .. زيتونة فلسطينية الهوى وريحانة شامية تفوح حياة وأمل، فما ميز نصوصه هو الكيفية التي يكتب بها، في نص بعنوان « في ذاكرتي»:
شعرها الذهبي مجنون ومجدول كغزل البنات
على عيدان القصب وعودها
لامسته شمس يافا وناي راع عزف آخر أغانيه
بين القدس وظلال الجليل وهضاب النقب
وأهدابها مالت على صدري كريحان
الشام وبغداد وفراتها
بعد انتهائك من قراءة كل نص من نصوص الديوان تشعر وكأن الموت على بعد طرفة عين منك، وكأن الشاعر تقصد أن يكون الموت شكلا من أشكال لغته التي ترفع منسوب السوداوية والتي تمتع القارئ وتأسره:
ها هو الموت هنا ..
فمازلنا رهائن الموج وصوتنا لا يسمع هناك ..
وتكثر التراتيل ويذهب القارب والمجداف
ويذهب الحنين..
لا طعم هنا إلا طعم الملح لا طعم هنا
إلا للخبز والزعتر

رنا بدري سلوم
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
الرقم: 16971

 

آخر الأخبار
 العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري مؤتمر المناخ.. إعادة هيكلة بيئة سوريا الدبلوماسية وتموضعها الإقليمي حلب تدرس تنظيم البسطات والأسواق الشعبية.. وإقامة بازارات "تجارة دمشق" تواصل تفعيل لجانها القطاعية استدامة الحماية الاجتماعية.. هل نستفيد من برنامج SNAP الأميركي؟ عودة الحياة إلى ثلاث مدارس في ريف حلب شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية مستعدة لاستئناف عملياتها في سوريا  مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ فرصة لدعم مشاريع التعافي البيئي بكر غبيس: مشاركة الرئيس الشرع في " COP30" تاريخية.. وزيارته إلى واشنطن لها رمزية كبيرة