رولا النويلاتي في «معرض وكتاب»..لوحـــات حديثـــة بتدرجــــات لونيــــة قزحيــة..

معرض الفنانة التشكيلية رولا النويلاتي الذي أقيم في «صالة أدونيا» ترافق مع توقيع كتابها الصادر حديثاً تحت عنوان «دمشقية الحكاية» ولقد تصدرت غلافه إحدى لوحاتها.
والمعرض احتوى على مجموعة لوحات بقياسات مختلفة زيت على كانفاس, تميزت بعناصرها المكثفة في اللوحة الواحدة, وبرؤيتها المختزلة للعناصر والمتداخلة مع التشكيلات الهندسية والمكعبات والدوائر، والمثلثات، الناتجة عن تداخل الخطوط المنسابة طلاقة وحيوية، والتي تذهب من خلالها, إلى بعض الاتجاهات الخيالية والرمزية، وصولاً إلى اضفاء المناخ الأسلوبي الحديث والخاص على مجمل لوحات المعرض.
شاعرية اللون والكلمة
ولإيجاد علاقة متبادلة ومتداخلة بين لوحاتها وكتاباتها النثرية، قدمت كل لوحة في دليل معرضها بمقاطع من كتاباتها، وبعبارة اخرى استهلت كل لوحة ببعض كتاباتها النثرية كطريقة لتقريب لوحاتها من الناس، لاسيما وأن الكلمة تمتد الى عمق حضارتنا العربية, بخلاف اللوحة الحديثة التي لاتزال مرتبطة بجمهور النخبة. ولقد أكد الفنان أيمن الدقر، في كلمته، على عمق العلاقة الشاعرية القائمة بين كتاباتها وبين لوحاتها.
ومن ضمن المواضيع، التي تقدمها, الفصول الأربعة، وفي لوحة الربيع حصراً تتوحد مع رغبة الأمل والخلاص، لاسيما وأنها تركز لاظهار الأوراق الخضراء وثمار الأشجار، كإشارة لعودة الحياة والاخضرار إلى الأغصان. وهي تتجه إلى تكثيف العناصر الهندسية التشكيلية في اللوحة الواحدة، وتريد من خلالها الوصول إلى الحالة الإنسانية والروحية بنظافة الوانها وتدرجها القزحي بين ثلاثة الوان في أكثر الاحيان.
ونجد عالمها متأرجحاً بين المشهد المستمد من الواقع والتخييل الرمزي, كما نشاهد العناصرالمختلفة، وكل ذلك يشكل الهاجس والجوهر والمحتوى، والمدخل والمنطلق الجمالي الحديث، ورغبتها واصرارها في أن تبوح بهواجسها, بصدق وأمانة, على الصعيدين التكويني والتلويني، وبخصوصية اسلوبية مركزة وصارمة.
وأهم مايميز لوحاتها هو التكثيف التشكيلي الذي تبرز من خلاله (العمارة القديمة، والأشكال الصامتة والأحصنة, والطيور, والشجرة وأوراقها وثمارها..) وصولاً الى التشكيل التجريدي، الذي نجده في بعض المقاطع، كما تذهب لتكثيف التكوينات الهندسية الصغيرة، في فضاء السطح التصويري.
وفي معرضها الفردي الأول هذا, تجعل اللوحة مشدودة أكثر إلى الخارج, أي إلى الضوء والأجواء النورانية, ولهذا نرى المساحات مضاءة بتدرجات لونية قزحية.
عمارة الأحلام
وتبدو لوحاتها مفتوحة على عناصر التراث المعماري، مع إضفاء التشكيل الهندسي، والسعي إلى تحقيق رغبة بارزة باظهار الأشكال عبر التقطيع الهندسي، مع جنوحها نحو الصفاء والنورانية والشاعرية اللونية.
وهي تحقق قبل كل ذلك الناحية الاسلوبية، التي تعطيها فرادة وخصوصية، تحدد وتحرك الأشكال والعناصر والرموز، ولهذا تبرز مناخاتها اللونية والشكلية الخاصة كعناصر أساسية في التكوين والتلوين، وهي تتأنى مع الخط واللمسة وتبتعد عن الانفعالية الزائدة، للوصول إلى أبعاد تشكيلية تحقق عناصر الدهشة والاقناع، في انتمائها إلى ما ساد وما هو سائد من مدارس فنية حديثة, وخاصة المدرسة التكعيبية ومدرسة التجريد الهندسي.
وهي تقارب وتباعد بين الكتل اللونية الهندسية مكثفةً بشكل لافت مساحات اللون الأزرق والأخضر والبني والأحمر بدرجاتها المخففة، والتي تؤدي التعبير بعفوية منضبطة تتوافق مع التأليف العام للوحة. ولاشك بأن الحضور الأسلوبي والتقني والإشراق اللوني هو أكثر مايميز معرضها، وبتعاملها هذا في صياغة عناصر التراث المعماري, وعناصر الطبيعة والهلال والطيور والاسماك وغيرها تضفي عفوية لونية على حركة الخطوط والألوان، حتى تكسر الرزانة الهندسية، بل وتنتقل من التأليف الهندسي ذاهبة إلى عفوية تعبيرية في المساحات الهندسية نفسها. وتبدو لوحاتها في إشراقها وشاعريتها وكأنها جزء من نورانية الشرق، حيث تحمل في أجزائها دلالات من المناخ اللوني المحلي.
انسيابية الخطوط
هكذا تأخذ خطوطها حركة الأقواس والدوائر والمنحنيات, وأحياناً المستقيمة كلوحة غلاف الكتاب, وصولاً إلى شغل بعض أقسام اللوحة بمساحات هندسية, ومن ثم تتحول إلى التشكيل العفوي, الذي يخفف من حدة حضور المساحات الهندسية، ونجد تدرجات اللون الواحد ضمن المساحة. وهي تحقق حيوية بانسيابية الخطوط وتقاطعها، حيوية تظهر ملامحها في تأكيد مظهر إضفاء المناخية اللونية الواحدة, وتدرجاتها وتماهيها بدرجات من البياض, وتظهر أحاسيس التعليب أحياناً، رغم بروز حالات الأمل والتفاؤل والرغبة بالخلاص عبر الوان الربيع وبالتالي تتحول اللوحة عندها الى فسحة امل تتصدى من خلالها لهذا الخراب الروحي، الذي أدى الى تدهور قيمة الإنسان, ولاسيما في الامكنة التي شهدت وتشهد حالات الخراب والدمار والموت المعلن.
facebook.com adib.makhzoum

أديب مخزوم
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
الرقم: 16971

 

آخر الأخبار
"  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري مؤتمر المناخ.. إعادة هيكلة بيئة سوريا الدبلوماسية وتموضعها الإقليمي