المكَرّمـــــون في علاهم

يا أيّها المكرّمون.. في علياء الألق الأعلى..
يا أيّها الماجدون «والمانحون الوقت سرّه الأعظم».. سرّه الأنبل, بكم تُختصر الأزمان, و ترتقي الأسماء حتى لتقارب سحائب النّور..
«سحائب الشيء القدسي» سحائب الطهر الحقيقي و تجلّيات وعده الأوفى..
يا أيّها المكَرّمون.. أنتم نهج الوجود الذي لا يُمكن أن يُطوى.. أنتم الجرم الأبقى الذي لا يُمكن أن يُحدّ.. «وهجكم النّور الأبقى» وعدكم الصادق هو زيتون الأيام الأوفى..
هو عيني كلّ طفلٍ يسألُ (أينَ أبي).. أين شمس نهاري و قمر ليلي ؟..
أنتم حكايات الوقت إن أزفت «أزفت كعرائس المجد الأعلى».. أو كوميضٍ من النّور الأبهى..
مُبجلةً الأسماء كُلّها بكم, حيث الإشراق يبدو بين قوسي العظمة التي تمتد منكم وإليكم..
ويستفيضُ بكم الوقت النوراني, يستفيضُ علامات نيرة, تسترحب, وأنتم قوس نصر تتسع به الأكوان, وفائض الشيء المُقتبس من عيني كل ّ شهيد.. وعيني اللحن الابقى وإن تسامى القول.. تسامى كالأكفان الكريمة التي كُرمت بما ضمّت من لؤلؤ نوركم المنثور وبقايا خُطى تبكي عليها كلّ الدروب..
ويشمخ الريحان إذ ما زار قبوركم و يشتعل مداد البخور, يشتغل عبارة و قصيدة تقول.. «عبروا من هنا» عبروا إلى حيث ذاك المد القدسيّ.. «عبروا» إلى أفلاكٍ خُلقت من أجل أوفياء الأرض وشهداء الكرامة.. عبروا وتسامى نجمها من حيث ذلك العبور الاقدس..
«العبور إلى طريق الشهادة» إلى حيث تُختصر كلّ المعاني.. تختصر مدامع الأيام و كرامات الأزمان.. تسطع أنجمها في دوح نجم الألمع.. تسطع وكأنّها حكاية تلك الثكلى التي تجلسُ أضرحة أبنائها.. تجالسُ الصبر ويباس الريحان.. تجالسُ الأقدار بطيب تذكارهم الأبهى, وأنتم مشكاة الضحى.. و بينات من الأمر الاعجازي..
وعبارات تقول أنتم سلام المبتدأ و يقين الخبر الآتي.. و كرامة من الله وسرّ النصر المجتبى.. ونطق الأرض إذ صلّى وعدها.. وتعالى مجدها بكم.. تعالى عظيم الشفق في حضرة ذكراهم..
في حضرة كلّ الأسماء العظيمة التي تختصر بهم إذ ما لاحَ بواطن أمرهم العظيم و ظواهره.. وكنتم أبناء الأرض السمراء, وأخوة ترابها الأقدس.. وعزة الأشراف, وضياء الأكوان.. وصرخة مقهورة تقول: (أوصيكم بأولادي.. أوصيكم بتراب بلادي.. أوصيكم بشيءٍ يتحدث عنه نُبل الشوق, وطيب الكرامة والريحان إذ تقدّسَ الوعد بكم)..
كأنه نطقُ النصر الأبهى, وصوته المنثور على كُلّ الدروب «المنثور في علياء الأشياء المُقدسة» والتي لا تُشبه إلاّ الحال البلاغي المقاوم, حيث يسمو بهم سر البلاغة والإعجاز.. فهنيا لهم مقام العلا والأقمار..
هنيئاً لذاك التراب بمن احتوى من هم الأرفع في القدر و المقام وبمن أنشأ كريم القول و خير المقال.. هنيئاً لوطنٍ أزهرت ورود القداسة بين جنباته, وتسامى عطر الكرامة بذكرى من رحلوا, «تسامى بكم» فكنتم بحق أبجدية الضياء التي لا تنتهي.. وعظمة الأشياء التي تتجلّى في صدق القول.. وذلك اللحن الكوثري وصوت الشهادة وما أعظمه؟
كالنّور يبدو في تجلّيات أمره ما أجمله.. ما أجمل نبالة صوت القدسيّ إذ تسامى بكم وأنتم أولياء عزم, أولياء المجد الأبقى.. فالرحمة والقداسة لأرواحكم المقدسة.. والخلود لذكراكم العطرة..
أنتم «المكَرّمون» في عيني الوطن.. و في بين سحائب الفلك الأعظم..

منال يوسف
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
الرقم: 16971

 

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر