كل شبر من سورية، من أرضها سوف يحرر, سيعود إليها حراً أبياً طاهراً، نقياً خالياً من عصابات الإرهاب ومشغليها.. وعد أطلقه حراس وصناع الفجر، وهو يقين كل سوري يؤمن بكرامة وطنه، وحريته، كل سوري يعرف أن الشهداء هم أنبل بني البشر، وأكرمهم وأن النصر ليس بالشعارات والكلام، إنما هو فعل عطاء وقدرة على السمو، وقد برهن السوريون منذ أن كانوا على هذه الأرض، برهنوا أنهم القادرون على الفعل والإنجاز، منذ أن كانوا السيف الذي حمى العروبة وأعطاها معنى الفعل والخصب والإنسانية .
دمشق التي نصبت سيفها في ساحتها محروسا بالقلوب ونبض الشرايين، مسيجا بالياسمين، متوعدا كل معتد وغاصب مهما كان، ومن اينما أتى ولا يهم إن تجبر وطغى فالأمر سيان و لقد خبرت كل الوان العدوان وصدتها، وهي اليوم أشد عزيمة وقدرة وإصرارا على إكمال المسيرة، تمضي نحو الغد بخطوات واثقة، يعرف السوريون كيف ومتى يشهرون سيوفهم، ومتى ينجزون ليكون الأمر يقينا بالنصر .
لم تثننا تغريدات ترامب التويترية، ولا مال الأعراب المتدفق وبالا علينا بعد أن يصب في خزائن من يناصبون القيم الانسانية كل العداء،من كل حدب وصوب تكالب الأعداء وظن الكثيرون أن الأمر قد قضي، وأن ما عملوا من أجله قد حققوه، لكن يقين السوريين كان أنها لحظات عابرة ولسوف تباد ويردد ذلك جندي وضع رأسه أمام فوهة البندقية، لكنه بثقة المؤمن بوطنه صرخ بوجه قاتله: سوف نمحوها، نبيدها، واحد من آلاف الأبطال من قضى وارتقى، ومن زرع من جسده شلوا في هذا التراب ليزهر بكل ألوان الطيب.
بالأمس حررت درعا والغوطة وغيرهما، وكان الكثيرون يظنون الأمر ضرباً من الخيال أمام جبروت من يدعم المجاميع الإرهابية، لكنه صار واقعا، وما تركه الإرهاب من سلاح وراءه يدل على حجم التآمر علينا، واليوم صناع النصر يكملون الوعد.. ينجزونه، لا شيء يكسر العزيمة، نعرف أن المجاميع الإرهابية مدعومة من قوى عدوانية كبيرة، لكنها لن تكون إلا رملا في مهب الريح، المشهد السوري بفعل التضحية يرسم حقيقة لا مفر من القول بها: العين تقاوم المخرز، وكل ما يجري يثبت ذلك، وإن غدا لناظره قريب.
كتب ــ ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971
التالي