في الذكرى الثالثة بعد المئة لعيد الشهداء.. عبق التضحيات يتواصل.. ودماء الشهداء تضيء بيارق الانتصارات ضد الإرهاب وداعميه
أيها الزائر أرض بلادي .. اخلع نعليك وتيمم بطهر ترابها.. تمهل .. احمل بين أصابعك حفنة من حضارة وتاريخ مجيد.. ارفع جبينك وانظر إلى المدى حيث بيارق الشرف والبطولة منسوجة من خيوط الشمس وضوء فجر تليد.. بيارق جدل خيوطها رجال عاهدوا فصدقوا العهد.. قاتلوا فاستبسلوا.. طلبوا الشهادة من بوابة النصر فاستشهدوا لينتصر كل الوطن.
تمر ذكرى عيد الشهداء على السوريين هذا العام وبيارق النصر المعطر بدماء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر تكتب السطر الأخير في حاضر ينضح عزة وكرامة وترسم ملامح مستقبل آمن أنار طريقه شهداء أبرار ركزوا في أرضنا الطيبة أسسا راسخة لحياة مفعمة بالكبرياء.
أحفاد رواد الشهادة ممن قارعوا المستعمر وطهروا الوطن من رجسه.. يتسابقون اليوم لنيل شرف الشهادة دفاعا عن هذا الوطن ضد إرهاب تكفيري أراد قتل الحياة في سورية التاريخ والحضارة فبين ملحمة هنا وأسطورة وطنية هناك سطرها رجال الجيش العربي السوري في معارك الدفاع عن الوطن ارتقت قوافل الشهداء من رجال الجيش والعاملين والصحفيين والفلاحين والطلاب والمدرسين وغيرهم مجسدين معاني الوطنية بعظيم تضحياتهم ونبل مقاصدهم دفاعا عن الوطن والإنسانية.
الشهداء الأبرار خلال هذه الحرب العدوانية على سورية منذ أكثر من ثماني سنوات قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن الوطن فصدقوا الوعد وأدوا الأمانة في مقارعة إرهاب استمد جذوره الخبيثة من تاريخ بغيض تنطح لكتابة فصوله السوداء العثمانيون والفرنسيون المحتلون وغرب استعماري وصهيونية تقتات على الإجرام وجميعهم تمخضوا منذ بداية العدوان فولدوا تنظيمات ديدنها الإرهاب والقتل والخراب والاعتداء على الحياة بكل مقوماتها وعناوينها.
السوريون الذين يعشقون الوطن من باب الشهادة أو النصر يحيون اليوم ذكرى عيد الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال العثماني في دمشق وبيروت على يد السفاح جمال باشا عام 1916 لرفضهم الانصياع للطاغية العثماني الذي اقتادهم مكبلين بأصفاد الكرامة ومتسلحين بالعزة والكبرياء مستقبلين أعواد المشانق وحناجرهم تصدح «نحن أبناء الألى.. شادوا مجداً وعلا.. نسل قحطان الأبي.. جد كل العرب.. «مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الأبطال ..نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة» وغير ذلك من عبارات العزة والبطولة والكبرياء نسجوها من رحم تاريخ مجيد كتبه نسل قحطان التليد وعزة حضارة أنارت العالم بعد عصور من الظلام والتخلف.
ذكرى إعدام 21 من القادة الوطنيين 14 منهم في ساحة البرج ببيروت و7 في ساحة المرجة بدمشق تتجدد قدسيتها وعمقها الوطني عبر دماء طاهرة ما زالت مدرارة لصون الكرامة والاستقلال .. فأبطال الوطن الذين تقدمت منهم قوافل وساروا على درب الشهادة رفضوا تسليم الوطن للإرهابيين وداعميهم ومشغليهم من الدول الغربية والرجعية العربية والكيان الإسرائيلي لتقسيمه ونهب خيراته واستعباد أبنائه .. فكسروا بتضحياتهم أحلام الأعداء ودمروا مخططاتهم وكانت دماؤهم الطاهرة منارة وسبيلا لصون كرامة الوطن والحفاظ على سيادته وبناء مستقبل أجياله القادمة.
ولما كانت سورية صخرة في وجه أعداء الأمة ومدافعا قويا عن تاريخها استمرت قوافل الشهداء بعد انكسار شوكة العثمانيين وصولا إلى دحر الاستعمار الفرنسي عبر مقاومة استمرت نحو ربع قرن وتبعتها دماء طاهرة خضبت تراب فلسطين وكوكبة تلتهم من شهداء الوطن سطروا أروع الملاحم في حرب تشرين التحريرية ومعارك الدفاع عن لبنان ضد الغزو الصهيوني وصولا إلى التصدي لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في سورية .. واليوم يتواصل عبق التضحيات حيث تضيء دماء الشهداء بيارق الانتصارات في ساحات المعارك ضد إرهاب تكفيري أراده أعداء سورية منذ نحو ثماني سنوات ظلاما دامسا وديجورا يزيح النور من حياة السوريين.
رجال ميامين من الجيش العربي السوري بذلوا أرواحهم وأيديهم على الزناد إلى آخر قطرة من دمهم في ساحات المعارك والشهداء من العمال والمعلمين والعاملين في مختلف قطاعات الدولة حملوا الأمانة واستمروا في أعمالهم لتبقى مؤسسات الدولة رغما عن أنوف المخططين والمنفذين لهذه الحرب الشرسة.. ولا ننسى الشهداء الإعلاميين الذين كانوا ولا يزالون نبراسا للوطنية والحقيقة وقدموا لكل ذي بصيرة صورة ما يخطط لسورية وشعبها الأبي ولتكون إنجازاتهم شاهدا في تاريخ يكتب اليوم بدماء وبطولات السوريين.
ومع أفول الإرهاب من معظم ربوع سورية بفضل تضحيات بواسل الجيش ودماء من سبقوهم إلى العلياء يلتف السوريون اليوم كما كانوا منذ ثماني سنوات حول الجيش العربي السوري الذي يقارع التنظيمات الإرهابية في أرياف حماة واللاذقية وحلب وإدلب الخضراء وصولا إلى اجتثاثها من جذورها وإعلان النصر المؤزر والبدء بمرحلة إعادة الإعمار والبناء لتنعم الأجيال القادمة بمستقبل مشرق أنارته دماء الشهداء الطهورة وأسست لحياة آمنة وكريمة تليق بالسوريين وحضارتهم.
سانا – الثورة
** ** **
قواتنــا المســلحة تحتفــل: ســورية قويــة بتضحيــات أبنائهــا
سانا – الثورة:
احتفلت القوات المسلحة بمختلف صنوفها بعيد الشهداء، حيث ألقى قادة الوحدات العسكرية بهذه المناسبة كلمات أشاروا فيها إلى أن سورية قدمت على مرّ التاريخ قوافل الشهداء في سبيل الدفاع عن ترابها وصون عزتها وكرامتها، وهي لا تزال تقدم مواكب الشهداء الأبرار الذين سيبقون في وجداننا منارة تؤجج جذوة النضال والكفاح في وجه كل مستعمر أو طامع بخيرات الوطن.
وتطرق القادة في كلماتهم إلى أن سورية غدت بدماء شهدائها الميامين أكثر صموداً وإصراراً على التصدي للمشروع العدواني الرامي إلى النيل من مواقفها الوطنية المبدئية الرافضة لكل أشكال الإذعان والهيمنة على قرارها الوطني المستقل، وهي اليوم أكثر إصراراً على محاربة الفكر التكفيري الوهابي الظلامي، فسورية اليوم قوية بتضحيات أبنائها، الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل صون كرامتها وعزتها والذود عنها والحفاظ عليها عصية على الأعداء.
وعاهد القادة في نهاية كلماتهم الشعب العربي السوري بأن يبقى رجال الجيش عند حسن الظن بهم أباة أوفياء لدماء وأرواح شهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
كما قام قادة المناطق العسكرية بزيارة مثاوي الشهداء، ووضعوا أكاليل من الزهر باسم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة على النصب التذكارية، وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة وأدوا التحية الرسمية، كما زار قادة المناطق الجرحى في المشافي العسكرية، وتمنوا لهم الشفاء العاجل.
وبهذه المناسبة أقيمت عروض عسكرية في التشكيلات والقطعات، حيث أظهر المقاتلون بسالة منقطعة النظير تعبّر عن مستوى التدريب المتميز والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها.
** ** **
.. وقوى الأمن الداخلي: الشهداء قدوة في الوفاء والعزة والكبرياء
سانا – الثورة:
بمناسبة عيد الشهداء احتفلت قوى الأمن الداخلي في دمشق وريفها بمختلف وحداتها وتشكيلاتها مع الجيش العربي السوري وجماهير الشعب أمس بذكرى عيد الشهداء.
وأكد المشاركون في الاحتفالات التي أقيمت في «قيادة قوى حفظ الأمن والنظام وكلية الشرطة بالقابون ومدرسة الشرطة بالمعضمية» أن شهداء سورية البررة كانوا سباقين للدفاع عن وجود الأمة وعزتها وكرامتها واستقلالها وسيبقون أنوارا مضيئة على دروب المستقبل وقدوة في الوفاء والعزة والكبرياء.
وشدد المشاركون على أن سورية قدمت قوافل من الشهداء على مر التاريخ وتواصل اليوم تضحياتها في معركتها الحاسمة بمواجهة الإرهاب بوجود بواسل الجيش العربي السوري والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي.
واستعرض المشاركون خلال الاحتفال المسيرة النضالية لشهداء سورية ضد الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي وضد التنظيمات الإرهابية المسلحة ومشغليها الذين حاولوا تدمير سورية على مدى ثماني سنوات مؤكدين أن أعداء سورية لن يستطيعوا كسرها بوجود جيش قوي تربى على التضحية وحب الوطن وشعب حر مؤمن بالوطن وترابه.
وعبر المشاركون عن عمق شعورهم بالفخر والاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة التي يستحضر فيها السوريون ذكرى مناضلي الحق وقرابين الحرية والكرامة الذين دحروا الاستعمار عن بلدهم مؤكدين أن سورية اعتادت صناعة الانتصارات والحاق الهزائم بأعدائها وهي اليوم أشد تصميما على متابعة نهج المقاومة ومكافحة الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن.
وتوقفت حركة السير مدة خمس دقائق من العاشرة و55 دقيقة وحتى الحادية عشرة صباحا إجلالا وتقديرا لأرواح الشهداء الطاهرة.
** ** **
أهالي الشهداء في أبنائهم: لبـــوا نـــداء الوطـــن ونســـجوا بتضحياتهـــم حكايـــات فخـــر واعتـــزاز
سانا – الثورة:
كيف للأعداء أن ينالوا من سورية وأبناؤها يتسابقون إلى الشهادة.. جملة أكثر من يدرك معناها أم وأب غرسوا الوطنية في أبنائهم ورفيق سلاح مرابض على جبهات القتال دفاعا عن الوطن.. أصابعه على الزناد وعيونه حارسات ترقب عدوا أراد اغتصاب الحياة في وطننا.. جندي يحمل الراية.. راية النصر التي أودعها رفيقه الشهيد.. فإما النصر أو الشهادة.
استبسال وتضحية وفداء.. مسيرة الصفوة من أبناء سورية ومسيرة الأجداد والأحفاد وصولا إلى اليوم حيث قوافل الشهداء تسطر بدم طهور ملاحم أسطورية خطتها بنادق رجال الجيش العربي السوري على صفحات التاريخ ضد عدو قديم جديد ظهر منذ ثماني سنوات بمسميات مختلفة عنوانها الأوحد الإرهاب التكفيري الظلامي وأجندتها اليتيمة إيقاف نسغ الحياة في ربوع سورية خدمة لأعدائها.
الذكرى موصولة بطريق الخلود والاستمرار تكريما لرجال عاهدوا الله والوطن فصدقوا العهد فكانوا أنبل من وعد ووفى.. ويأتي إحياء السوريين لذكرى شهداء أيار تخليدا لقامات وطنية استشهدت في السادس من أيار ناضلت ضد الاحتلال العثماني ورفضته.. لم يرهبهم السفاح جمال باشا الذي أعدمهم عام 1916 في ساحتي المرجة بدمشق والبرج في بيروت.. وكانوا على يقين بأنهم سيبقون مشاعل تنير طريق المستقبل والنضال الأبدي ضد الغزاة والمستعمرين والأعداء.
والدة الشهيد علي منصور الذي استشهد في حلب عام 2017 تؤكد في حديث لمراسلة سانا أن «كل التضحيات مهما كبرت تصغر أمام سورية التي تستحق تقديم أغلى ما نملك لتبقى عزيزة مستقلة، مشيرة إلى أن عزاءها اليوم متمثل في الانتصارات التي حققها أبطال الجيش العربي السوري وموجهة المعايدة لكل أسرة قدمت فردا منها دفاعا عن تراب الوطن.
فيما عبرت والدة الشهيدين علي ومصطفى خلوف عن فخرها بولديها اللذين ارتقيا إلى أسمى درجات العطاء فداء للوطن لافتة إلى أن الانتصارات التي يحققها رجال الجيش العربي السوري تخفف من آلام الفراق وقالت: لن نبخل على الوطن بتقديم فلذات أكبادنا فداء لأرضه.. فأرواحنا رخيصة في سبيل صون كرامته.. ودماء الشهداء ستبقى مشاعل نور وبفضلها تم دحر الإرهاب.
ورغم لوعة الفراق تؤكد والدة الشهيد الدكتور عزيز اسبر مدير مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف الذي استشهد باستهداف سيارته في آب الماضي أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا راجية من الله حماية رجال الجيش العربي السوري وتسديد خطاهم وعودة الأمن والأمان لسورية.
الأمر ذاته يؤكده يامن شقيق الشهيد عزيز ويضيف إن عيد الشهداء «يمثل صفحة مشرقة في تاريخ سورية من خلالها نسترجع البطولات وتضحيات الأبطال فهم من أعطى الحياة معناها الحقيقي، لافتا إلى أن أعداء سورية اليوم هم أعداؤها بالأمس والتاريخ يعيد نفسه ليكمل الأحفاد ما قدمه الأجداد من تضحيات للانتصار على كل معتد.
والدا الشهيد محمد وسوف الذي ارتقى في معارك تحرير الغوطة عام 2017 يتحدثان بفخر عن مناقب الشهيد محمد الذي كان مثالا في الأخلاق والشجاعة إلى جانب أنه نشأ على الصدق ومحبة الوطن وتقول والدته: زفينا الشهيد عريسا للوطن صباح عيد الأم بكل فخر واعتزاز فداء لتراب سورية واستشهاده لم يثنني عن إرسال شقيقيه للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري ليسلكا درب شقيقهما.
وترى «هيام الدعبل» زوجة الشهيد الملازم شرف «رؤوف فضل الله الدعبل» الذي استشهد مطلع عام 2013 في عيد الشهداء مناسبة للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن وعزته، لافتة إلى أن زوجها الشهيد رحل جسدا لكن روحه حية في كل شرفاء هذا الوطن وفي الأبطال رجال الجيش العربي السوري الذين يسيرون على خطاه ويحاربون من أجل عزة وكرامة سورية في الوقت الذي يؤكد فيه أبناه «يارا» الطالبة في كلية الفنون الجميلة و»عمرو» الطالب في كلية الهندسة الميكانيكية أن استشهاد والدهما وسام فخر واعتزاز على صدريهما «فالشهداء الذين لفت جثامينهم الطاهرة بالعلم الوطني هم الذين أتاحوا الفرصة لنا لكي نحيا».
وهو ما تؤكده أيضا «رانيا مزهر» زوجة الشهيد الملازم شرف «سمير شكيب بدوي» الذي استشهد في عام 2013 في المليحة بريف دمشق أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن في صفوف الجيش ضد التنظيمات الإرهابية وتقول: ألم الفراق كبير لكن الوطن يستحق أن نضحي من أجله بالغالي والنفيس لنحافظ عليه وعلى أنفسنا؛ وشرف لنا أن نحيا في وطن روت أرضه دماء الشهداء الطاهرة» فيما يلفت أبناؤها تمام وغزل وهاشم إلى قيم ومثل الشهادة التي غرسها والدهم الشهيد فيهم فكان وسيبقى «القدوة والمثل الأعلى لهم معاهدينه على مواصلة النجاح والتفوق والسير على خطاه من أجل رفعة الوطن.
وتقول السيدة أمل سلام سيف زوجة الشهيد المربي شاكر سلام وأم الشهيد وجدي شاكر سلام اللذين استشهدا خلال مواجهة اعتداءات إرهابيي تنظيم داعش التكفيري على قرى الريف الشرقي لمحافظة السويداء إلى جانب الجيش العربي السوري في شهر تموز الماضي شهداء سورية الذين ساروا على نهج الآباء والأجداد ستبقى ذكراهم في السادس من أيار موعدا لتجديد الوفاء لدمائهم.. فهم لبوا نداء الوطن وحموا الأرض والعرض ونسجوا بتضحياتهم كما كل شهداء سورية حكايات فخر واعتزاز.
والدة الشهيد الملازم شرف موسى الفريج تحيط حديثها بشيء من القدسية والألم فالساعات الأخيرة في حياة ابنها البكر قبل أن يعتلي صهوات المجد سائراً إلى العلياء محفورة في قلبها ووجدانها إلى آخر العمر فطريق الشهادة التي سار عليها موسى في معارك تحرير مخيم درعا من الإرهاب العام الماضي لم يكن محض صدفة كما تقول أم الشهيد: اتصل من هاتفه وأخبرها أنه ورفاقه في السلاح لبوا نداء الوطن والشهادة مقصدهم لأنها الطريق إلى النصر.
وتضيف أم الشهيد موسى: إن فقدها لولدها صعب جداً عليها لكنه يهون عندما يكون شهيداً في سبيل الوطن فوطننا يحتاج لأبنائه للخروج من هذه المحنة الكبيرة.
وتستمر حكايات الشهداء وعطاءاتهم نبراسا يزيح العتمة وينشر النور على دروب أجيال.. وأجيال.. فمدادها دماء زكية متجددة من عطاء لا ينضب وارث وطني ونضالي يتناقله الأبناء عن الآباء والأجداد.
** ** **
عروض وفقرات فلكلورية في حفل فني بمدارس أبناء الشهداء
سانا – الثورة:
بمناسبة عيد الشهداء أقامت المديرية العامة لمدارس أبناء الشهداء أمس حفلا تضمن عروضا فنية وأغاني وطنية وفقرات فلكلورية عبرت عن الفخر والاعتزاز بالشهداء وتضحياتهم وذلك في مقر المديرية بدمشق.
وأكدت مدير عام مديرية مدارس أبناء وبنات الشهداء شهيرة فلوح في كلمة لها خلال الحفل أهمية الشهادة في صون الوطن والدفاع عنه مشيرة إلى حرص الدولة على تقديم الرعاية والاهتمام لأبناء الشهداء تقديرا ووفاء لتضحيات آبائهم الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن ومنعته.
وخاطبت فلوح بنات وأبناء الشهداء بالقول: «ارفعوا رؤوسكم وافخروا بآبائكم فهم من صنع المجد لسورية وأنتم ستصنعون مستقبلها».
وبتصميمهم وإرادتهم جدد أبناء الشهداء العهد على بناء مستقبل الوطن وقال الطالب يزن محمود: «أبناء الشهداء هم أطباء ومهندسو ومعلمو سورية في المستقبل الذين سيعيدون لها ألقها وازدهارها» بينما وعد ليث حاتم عبود بالاجتهاد والمثابرة في دراسته ليرفع اسم والده ووطنه عاليا وحيا حسين رمضان رجال الجيش العربي السوري الذين يسطرون ملاحم البطولة والشرف. ووصف وسام ابن الشهيد فادي الصفدي الشهداء بأنهم «أكاليل الغار» فيما قال أحمد العجلوني: خسرناهم لكننا كسبنا الوطن، مشيرا إلى أنه بسبب تضحيات الشهداء نعيش اليوم بسلام.
وعاهدت الطالبة زينب ميا روح والدها بأن تسير على درب البذل والعطاء في سبيل رفعة الوطن فيما ترجمت نور عبد المجيد علي شوقها وحبها لوالدها بالقول: لا أبكي على غيابه بل أفخر أني ابنة شهيد ضحى بروحه فداء للوطن.
** ** **
زيارة لنصب المزرعة وإزاحة الستار عن نصب تذكارية لشهداء في ريف السويداء
السويداء – رفيق الكفيري:
بمناسبة عيد المجد والخلود، عيد الشهداء وتقديرا لمن بذلوا أرواحهم رخيصة فداء للوطن تم أمس في محافظة السويداء إزاحة الستار عن صروح عدد من الشهداء في بعض مناطق المحافظة وذلك بحضور فعاليات رسمية وحزبية وأهلية.
وقامت وفود رسمية وشعبية بزيارة النصب التذكاري للشهداء في موقع المزرعة ووضعوا إكليلاً من الزهر على أضرحة الشهداء وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. وأعرب عدد من ذوي الشهداء عن اعتزازهم وافتخارهم بشهادة أبنائهم وأزواجهم الذين استمدوا الإرث النضالي البطولي من أجدادهم وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن مؤكدين استعدادهم لمواصلة النهج وتقديم أنفسهم كمشاريع شهادة من أجل عزة الوطن وكرامته.
وفي السياق ذاته كرم المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في السويداء عددا من اسر الشهداء المعلمين ، كما أقيم بهذه المناسبة فعاليتين فنيتين وطنيتين في صرح الثورة السورية الكبرى ببلدة القريا وعلى مدرج مسرح مدينة شهبا قدمت خلالهما الفقرات الفنية التي تتغنى بأمجاد الوطن وانتصاراته وتمجد قيم الشهادة والشهداء .
وتم افتتاح معرض توثيقي بعنوان من ذاكرة الأجيال من إعداد رياض نعيم ، كما زارت فعاليات شعبية ورسمية وأهلية وحزبية في مدن وريف المحافظة النصب التذكارية للشهداء ووضعوا أكاليل الزهور على أضرحتهم وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .
محافظ السويداء عامر إبراهيم العشي و أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء فوزات شقير أكدا أنه في تاريخ الأمم والشعوب أيام خالدة لا تنسى والسادس من أيار هو واحد من تلك الأيام الخالدة في تاريخ أمتنا وشعبنا، إنه عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، فشهداؤنا العظام من رحم الأرض جاؤوا وإلى جنان الخلد رحلوا بعدما جسدوا الوفاء بأرقى معانيه، فالهامات والقامات تنحني أمام تضحياتهم وبأسمائهم تغنى الوطن أوسمة عز وفخار.
وأشارا إلى أنه من شموخ وعنفوان وعيون أسر الشهداء نستمد العزيمة ومن نظراتهم الواثقة بحتمية الانتصار أيقنا أن وطناً فيه أمثالهم لا خوف عليه مهما اشتدت المحن وعظمت المؤامرات.
حضر الفعاليات قائد شرطة المحافظة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية ونقابية وشعبية.
** ** **
أكاليل من الزهور على أضرحتهم
بمدينــــة القنيطــــرة المحــــررة
القنيطرة – خالد الخالد:
قامت الفعاليات الرسمية والشعبية في محافظة القنيطرة بزيارة مقبرة الشهداء في المدينة المحررة ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺇﻛﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻋﻠﻰ ضريح الشهداء ﻭ ﻗﺮﺅﻭﺍ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﺭ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺃﻧﺒﻞ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭ ﺗﺨﻠﻴﺪﺍ ﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻣﻦ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺳﻮﺭﻳﺔ.
و أكد محافظ القنيطرة المهندس همام دبيات على قيم ﻭ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ، مبينا أﻥ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﻋﻴﺪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻳﺘﺤﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹرهابية ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺛﺖ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺩﻣﺮﺕ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ، مبينا أن ذكرى عيد الشهداء هذا العام مختلفة في سورية لأنها مطعمة بروعة الانتصار المبارك بدماء الشهداء سواء العسكريين أو المدنيين من ضحايا الاعتداءات الإرهابية .
و أقامت قيادة شرطة محافظة القنيطرة احتفاﻻ في مقر سرية حفظ النظام بمدينة البعث بمشاركة رسمية و شعبية من أبناء المحافظة احتفالا بهذه المناسبة .
و أشار قائد الشرطة اللواء جاسم العبدالله ﺍﻟﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﺓ ﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ و إﻟﻰ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ أﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ، منوها باﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺑﺘﻀﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺗﻨﻴﺮ للأﺟﻴﺎﻝ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭ ﺗﻤﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺣﺮ ﺍﻻﻋﺪﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ .
تخلل الاحتفال بيان و عروض لعناصر وحدة حفظ النظام بالقنيطرة .
** ** **
..وبالمناسبة.. عدد من أبناء الشهداء السوريين والروس يزورون السفارة السورية في موسكو
سانا – الثورة:
بالتزامن مع عيد الشهداء زار عدد من أبناء الشهداء السوريين والروس الذين استشهدوا في سورية والمدعوين للمشاركة في فعاليات وأنشطة مخيم ارتيك في القرم بروسيا الاتحادية السفارة السورية في موسكو.
وأكد الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى روسيا الاتحادية خلال لقائه أبناء الشهداء السوريين والروس أن سورية بقيت بفضل بطولات وتضحيات الشهداء صامدة شامخة مقاومة تفتخر بعلاقاتها الثنائية مع أقطاب دولية تضع في أول سلم اهتماماتها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفى طليعة هذه الدول روسيا الاتحادية التي نعتز ونفتخر بعلاقاتنا الثنائية معها ونعمل على ترسيخها في المجالات كافة.
وفى مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أعربت لجين حمود المشرفة على الطلاب من مدرسة دار الأمان لأبناء الشهداء عن الشكر لدعوة منظمة الأخوة في القتال لزيارة موسكو مشيرة إلى أن من شأن ذلك إكساب الطلاب تجارب ومعارف جديدة وقضاء فترة راحة في روسيا الصديقة تسهم في إعادة السعادة إلى قلوبهم.
بدورها قالت الفتاة الروسية فيرا أن هذه اللقاءات مع زملائنا السوريين ممتعة ومفيدة وهي فرصة للتعرف على الثقافة السورية.
من جانبها قالت ياسمين سليم عطية ينبغي علينا في هذا اليوم أن نحس بالفخر لان آباءنا قدموا أغلى ما لديهم وهي الروح وضحوا بحياتهم كرمى لنا كي نعيش والشهيد قدم حياته فداء لوطنه.
بدوره اعتبر الطالب غدير يوم السادس من أيار عيدا عظيما بالنسبة لأبناء الشهداء ويشعرنا بالفخر نحن وأبناء الشهداء الروس الذين قدموا أرواحهم أيضا في سبيل صمود سورية وحمايتها من الإرهاب الدولي.
وأعرب الشاب الروسي بوغدان عن أمنياته لسورية بالانتصار الكامل على الإرهاب وتحقيق السلام والأمن على أراضيها.
وأشارت ساندي نوفل إلى أن عيد الشهداء هو عيد شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل سورية.
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971