كاراكاس: السياسات الأميركية عدائية ومخالفة للدبلوماسية… «سي إن إن» ترفع مستوى أكاذيبها وتعلن فوز غوايدو بانتخابات لم تجر في فنزويلا!!
لا تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن خرقها للقوانين والمواثيق الدولية عبر المضي بسياساتها العدوانية القائمة على البلطجة ونشر الفوضى والعبث بأمن واستقرار الدول الحرة الرافضة لهيمنتها أو لا تسير في ركبها , وما تمارسه واشنطن بحق فنزويلا وشعبها, ومحاولاتها المستميتة للتدخل السافر في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها بوسائل شتى لاسيما من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية , للهيمنة على هذا البلد ونهب مقدراته وما يمتلكه من ثروات نفطية هائلة , هو أبلغ مثال على ذلك.
وفي هذا الإطار أكد وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا أن السياسات الأميركية تجاه البلدان المستقلة والرافضة للهيمنة غير منصفة ومخالفة للدبلوماسية.
وقال أرياسا في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» من العاصمة الروسية موسكو : ينبغي علينا بوصفنا بلدانا مستقلة وديمقراطية أن ندافع عن أنفسنا وذلك وفقا للمعايير التي تأسست عليها منظمة الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن بلاده تعمل على إنشاء مجموعة تعمل على حماية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي , وتضم في عضويتها إيران وروسيا والصين والهند وبلدانا أخرى .
وأوضح أرياسا أن الدول الأعضاء في هذه المجموعة الدولية التي عانت من العنف والسياسات العدائية للولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى آلية لمواجهة هذه الإجراءات والسياسات العدائية لواشنطن .
وأبدى أرياسا رغبة بلاده في تنمية التعاون وتعزيز العلاقات في المجالات العسكرية والطاقة مع إيران , مشيرا إلى أن حكومة فنزويلا لديها مستشارون من إيران للاستفادة من خبراتهم في مجال تنمية الإنتاج ودعم الاقتصاد خلال ظروف الحظر الأميركي الجائر على بلاده.
من جهة أخرى وفي سياق التضليل الأميركي المتعمد، رفعت قناة « سي إن إن» مفهوم «الأخبار الكاذبة» إلى مستوى جديد إثر تقرير بثته عن فنزويلا، زعمت فيه أن المواطنين اختاروا خوان غوايدو خلال الانتخابات التي جرت في كانون الثاني الفائت رئيسا للبلاد.
وفي تقرير نشرته الأحد، يحمل خبر تحطم المروحية العسكرية للجيش الفنزويلي قرب كاراكاس، كتبت « سي إن إن» الأمريكية أن الضغط يتصاعد على الرئيس نيكولاس مادورو من أجل أن يتنحى تبعاً لنتائج الانتخابات التي جرت في كانون الثاني الفائت حيث صوت الفنزويليون لصالح زعيم المعارضة خوان غوايدو.
من المؤكد أن فنزويلا لم تجر أي انتخابات في شهر كانون الثاني الفائت، وحتماً لم يفز فيها غوايدو!، بل إنه حاول الاستيلاء على السلطة بالقوة في شهر كانون الثاني بدعم أمريكي، وحاول ذلك مجددا في نيسان.
المحاولتان الانقلابيتان لغوايدو، باءتا بالفشل، وما زال مادورو يحتفظ بالرئاسة وبدعم من ملايين الفنزويليين.
لكن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا أن غوايدو، الصديق لواشنطن هو «الرئيس الشرعي» للبلاد، ومن الواضح أن هذا الكلام أربك مراسلي « سي إن إن»!.
وتم تصحيح التقرير الاثنين، أي بعد يوم كامل من نشره، وجاء التصحيح ليعكس حقيقة أن غوايدو لم ينتخب، بل أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا في كانون الثاني.
وجاء التصحيح على شكل إضافة في أسفل المقال تشير إلى أن النسخة القديمة من المقال وصفت «الوضع بشكل غير صحيح».
ومما يثير الدهشة، أن التقرير «الفاشل» الذي أشار في البداية إلى هذه الانتخابات الخيالية والمزعومة، كان نتاج عمل لما لا يقل عن ستة صحفيين – اثنان تظهر أسماؤهما على المقال، وأربعة آخرون مدرجون كمساهمين في الأسفل، فيما يعلم الجميع في عالم الإعلام أن المقالات تخضع للتدقيق قبل نشرها، على الأقل من قبل شخصين إضافيين، فهل يعقل أن يقرأ كل هؤلاء المقال ويعجزوا عن اكتشاف هذا الخطأ الصارخ؟!.
وتعليقاً على هذا الخطأ، وصف عدد من الصحفيين ومستخدمي موقع «تويتر»، شبكة « سي إن إن» بالكاذبة، وتقاريرها بالمخزية والرهيبة.
وتحب شبكة « سي إن إن» أن يتم وصفها «بالصحافة المعادية» عندما يتعلق الأمر بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن حتى الآن يبدو أنها على دراية تامة بسياساته لتغيير النظام في فنزويلا، رغم أن البيت الأبيض لم يذهب إلى هذا الحد بالادعاء أنه تم إجراء انتخابات مزيفة في كانون الثاني!
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972