في عالم الرياضة فقط تبدو الخسارة صنواً للفوز، والوجه الآخر للربح، ولا تكون المشكلة في نزف النقاط والتأخر على لائحة الترتيب، وإنما في الأسباب والمقدمات التي أفضت إلى هذه النتائج، ولعل الهبوط إلى الدرجة الأدنى أقسى ما يمكن أن يتعرض له فريق كروي، لأنه نتيجة حتمية لسوء النتائج والخسارات المتتابعة في عدد كبير، نسبياً، من المباريات طيلة موسم كامل ممتد من بضعة أشهر إلى عام كامل في بعض الأحيان.
من الناحية العملية يمكن إرجاع الهبوط لسبب واحد فقط، الخسارات أو سوء النتائج عموماً، وفقد النقاط.. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها الوجه الحقيقي أو الصورة المطبوعة من صفحة الواقع، ذلك أن الكثير من الخفايا والتفاصيل الدقيقة تقف خلف الستارة وفي الدهاليز الضيقة، والتي لا يعلمها إلا القليل من المتابعين أو النخبة من المهتمين والمعنيين، ومن الجلي أننا لا نخرج عن السياق العام عندما نسقط كل هذا الكلام على فريق المجد الذي غادر سرب الدرجة الممتازة طائعاً وانخرط في صفوف أندية الدرجة الأولى مكرهاً.. فالفريق ينتمي لنادٍ لديه كل مقومات النجاح والتفوق والارتقاء، من منشآت وملاعب تدريبية ومنافذ استثمارية ورعاة وداعمين وجمهور كبير وحظوة لدى المسؤولين عن الأندية، إضافة لعدد كبير من الألعاب الفردية وألعاب القوة التي يمارسها أبطال النادي ويحققون من خلالها البطولات والألقاب؟! باختصار شديد يمتلك نادي المجد كل المقومات التي تؤهله ليكون في المقدمة، منافساً على الألقاب، وليس أحد فرسان صراع الهبوط ثم أحد ضحاياه، فهو معين لا ينضب من اللاعبين الموهوبين المتميزين والخبرات التدريبية والفنية الكبيرة، وعلى ضوء هذه المعطيات تبدو القضية محصورة في جانبها الإداري، الذي لا بد أن يوضع على طاولة النقاش والمساءلة والمحاسبة.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 12-5-2019
الرقم: 16975