من بين تفاصيل آستنة وربما ثقوبه يخرج لهب ادلب.. تنفجر المعارك من تحت ورق الاتفاق السياسي، قد تحرقه او ربما تسرع في انضاج حروفه وايضاحها..
ثمة من خرج ليقول انها عملية سورية مستترة وآخر بحث عن الأيادي المتصافحة تحت الطاولة وغاص في عدها حد الالتباس.. هؤلاء فاتهم مشهد الشهداء في ريف حماه الشمالي… لم تدخل جثث اطفال المحروقة والمتشظية (مدينة السقيلبية) ومن سبقهم في تحليلاتهم الافتراضية…
من الغريب الذي اعتدنا عليه ان الجنازات العلنية حتى للاطفال في سورية لا تلتقطها رادارات المراصد (الإنسانية) الظاهرة ذاتها في مجلس الامن..
وحدها الدبابات تستفزهم وتسيل لعاب التصريحات والتحذيرات، وتحديدا في توقيت صد الخروقات والتقدم للجيش السوري وقضم المساحة المتبقية من رقعة اللعب الغربي على الأرض السورية…. لم يبق الكثير حتى ادلب؟!
دمشق كانت الأكثر صبرا وحرصا… ماذا يعني ان يستغني رجب طيب اردوغان عن ساعته في اتفاق الدول الضامنة سوى مزيد من الضحايا السوريين؟
هل ينتظر (السلطان العثماني) أن يحول التسلسل في انعقاد آستنة الى مسلسل تركي لا ينتهي؟ تكون فيه البطولة المطلقة في فصل النصرة عن (المعتدلين) دائما في الحلقة القادمة؟..
الخروقات في خفض التصعيد تحرك الاحداث برأي أردوغان ربما لفرض شروط سياسيه لكنه هذه المرة باغته الخيال في تصور الاحداث… وبقيت بطولته على ورق يوم قضم الجيش في عمليات الرد مساحات استراتيجيه جعلته ينطق بلسان وزير دفاعه انقاذا لحاشيته من النصرة..
هناك من يقول في دس السم بالعسل ان اردوغان يريد الخلاص هو ايضا من جبهة النصرة في ادلب… هل يعقل؟! إن فقد السلطان ورقه الارهاب فبماذا يلعب؟ ناهيك عن ان العمق السياسي لاردوغان يكمن في الاحزمة المتفجرة (لخصر)الجولاني!
لا يملك التركي سوى هذه الورقة… مقارنة بترامب الذي أشهر قبل نهاية داعش وبعد غبار المعركة في الباغوز ورقة الحصار الاقتصادي على سورية وذهب للتصعيد مع ايران… لم يوفر تهديد تركيا في اقتصادها…. فالرئيس الاميركي ذهب لمساحة لعبته التجارية يريد المنطقة كلها مشتعله على صفيح من نار او جوع لا فرق.. المهم ان يجني الرشاوي المالية من الخليج ويقدم رشوته السياسية لاسرائيل في صندوق انتخاباته…
ترامب يريد خرائط ملتهبة في المنطقة، فتحت الدخان فقط تظهر (فلسطين الجديدة) من صفقة القرن وتتشكل بعدها تضاريس الشرق الاوسط الجديد….
هكذا يفرد الرئيس الاميركي استراتيجته القادمة على الرؤوس الفارغة وربما المتقرنه التي تتراكض لحمل اوراقه خاصة في الجامعة العربية… تخيلوا ان الجامعة تدين رد الجيش العربي السوري على الخروقات في ادلب!.. من يقلب رؤوس هؤلاء حتما لا يجد فيها الا عنكبوتا.. والوصية الاخيرة لهرتزل… لم يقرؤوها حتما بل هم فقط الصناديق المكمورة التي بحثت عنها جرافات اسرائيل تحت الاقصى فوجدتها في رؤوس المجتمعين في الجامعة العربية… صدقوا هذا هو هيكل سليمان الآن!!
كتبت عزة شتيوي
التاريخ: الاثنين 13-5-2019
الرقم: 16976