«المعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة أنتم أيها الأخوة المعلمون الأساس في ربط الإنسان بأرضه ووطنه أنتم الأساس في تخليص الإنسان من رواسب التخلف أنتم الأساس في تزويد أطفالنا وشبابنا بديهية حب الوطن والدفاع عنه ضد أعدائه أنتم الأساس في بناء العقل والعقل محور الحياة» كلمات خالدة من رجل أسطورة خلده التاريخ حافظ الأسد ونحن جيل تربي على فكره وعلى نهج الدكتور بشار الأسد، فنقف اليوم أمام أحد أبناء الجيل الذي رضع حبَّ الوطن إنه الأديب المقاتل «صفوة حنوف» أحد أبطالنا البواسل الذي ترك بصمة كغيره من رفاق السلاح الأبطال، التحق بالخدمة الإلزامية ولم يرتو من العلم يوماً، فأنهى خدمته الإلزامية عام 2011.
فأنخرط بمضمار العمل والتعليم بالمعهد العالي للغات بجامعة البعث ، لم تمنعه الحرب والدمار من الالتحاق بعمله، فكان يأتي سيراً على الأقدام من شارع الدبلان إلى المعهد تحت الرصاص برغبة ملحّة ليحقق ذاته ويخدم وطنه ، فكان حبُّ الوطن هو محركه ودافعه لتجاوز جميع مخاوفه فيبتكر أساليب وطرقاً للتدريس ، ويطبقها على تلاميذه الذين درسهم في أغلب كليات جامعة البعث وفي المعهد العالي للغات وفي جمعية الصداقة السورية -اليابانية والمركز السوري الاستشاري للدراسات وحقوق الإنسان .
لم يقبل يوماً أن يكون أسلوبه كلاسيكياً ، فقام بعملية مزج بين التدريس والتواصل الاجتماعي فجعل لمواقع التواصل الاجتماعي غاية راقية، وهي نهل العلم سواء من خلال صفحته على الفيس بوك التي جعل منها منبراً تعليمياً للغة الانكليزية ، فطرح أفكاره ممزوجة بالمرح والطموح والروح الجميلة فيضيف لدروسه شيئا من روحه ، ويحضر دروسه بشغف المحب العاشق للعلم ، وكان يزداد طموحه يوماً بعد يوماً ، ليصبح مدرساً سورياً يطرح نفسه على الصعيد العربي ، ولكن الواجب الوطني دعاه من جديد ليعود للخدمة الاحتياطية عام 2015، وكان يحضر حينها لامتحان الترجمان المحلف ،ويقوم بمساعدة أهله مع أخوته على نفقات الحياة ويتحضر للزواج …
فلم يتردد وسارع لخدمة الوطن والتحق مع الجيش العربي السوري، بصمود وشموخ كل سوري تمسك بأرضه وعرضه هو وعائلته، ليشهد بأم عينه حجم المؤامرات والدسائس التي كانوا يحيكونها لوطننا بغية إضعافه، فينظر بعين اللوعة والحسرة على أماننا الذي سلبوه ، وعلى مقدار الدمار الذي حلَّ بالبلاد ، بعزيمة أكبر لإعادة الأمن والأمان والإعمار.. ولكنه حتى خلال التحاقه بالخدمة العسكرية لم يتوقف عن عمله الذي يحبه وهو التدريس فكان في أوقات استراحته يتواصل مع طلابه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ويقدم لهم أفضل ما لديه من خلال تأسيس مجموعة تعليمية تحت اسم «ملتقى طلاب اللغة الانكليزية بجامعة البعث» على الواتس أب فوصل عدد المتابعين ل13 ألف طالب على الواتس أما صفحته على الفيس بوك فبلغ عددهم 123ألف متابع ، فكان يشعر أن دعوات طلابه عند مساعدتهم في تبسيط اللغة الانكليزية هي التي تحميه من غدر المعتدين أثناء قيامه بواجبه بالتصدي لهجمات جرذان العالم ، بإيمان راسخ لديه بأن الطلاب هم مركز الابداع وهم بناة الوطن ، فعندما يحضر نشاطاً لطلابه سواء موسيقي أو مسرحي أو شعري يشعر بالفخر وبأنها غذاء الروح ، وبأن فكرته بإنشاء الملتقى كان لها صدى وانطلقت العديد من الملتقيات المشابهة له ملتقى للغة الفرنسية وأخرى الروسية …
ولصفوة حنوف العديد من التجارب بكتابة القصة والشعر والخواطر وهو من مواليد حمص 1985
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980