ملحق ثقافي-د. سلوى الحلو:
قالوا: المرأة هي الحياة.
قالت: نعم والحياة هي الأقوى.
وضع كفه على يدها وأقسم: إنه لن يفرّقهما إلا الموت …
ولكن لم يفرق بينه وبينها سوى امرأة.
كأوراق الشجر المتساقطة، تتساقط بين الحين والحين أسماء كانت لأشخاص. أقف حيرى ينتابني النشيج، وأعود أحدق في الأرقام على مهل، وترتسم أمامي وجوه غادرتنا. فهل ستمحوها الأيام أم ستبقيها؟ فكلا الأمرين مرّان.
ما أحلى الوجود وما أصعب الغياب.
ليس العطاء مقصوراً على بسط الكف فحسب، إنما خُلِق من جذر الروح.
ذروة الحنان أن تطعم عصفوراً، أو تسقي وردةً، وتحتضن هرةً أو طفلاً يرتجف من البرد.
وهنا يكبر إحساسك بالكون ويغنى. ويتجاوز عطاؤك المادة ويجتاز نقياً إلى الروح.
العطاء أنبل وأعلى من أن يكون مخصوصاً للغني دون الفقير. فكلنا في الإنسانية سواء.
ما ذنبي أنا إن قطفت وردةً؟ الذنب في زمانها الذي أعطاها الأريج وأخذ منها العمر المديد.
اضحك كما يحلو لك، فبعض هذه الساعات هي لك، وتلك الثواني الرائعة التي مرت هي أنت ومنك. دعها تنطلق كما هي. عش عفويتك، وارفض أن تستسلم لتعاريج العمر الذي سيضعك دوماً خلف قضبانه ويقول لك مؤنباً: ويحك وهل نسيت تثاقل السنين؟
التاريخ 21-5-2019
رقم العدد:16982