الملحق الثقافي-منهل إبراهيم:
خرجت جائعاً من عشائي الأخير على مائدتها القمرية.. الربيع جاء رغم يد الشتاء التي صفعته بقوة.. والبوح بداخلي أسير المائدة وعشائي الأخير.
خرجت بجسد بارد من موقدها الذي أمضيت فيه الشتاء أبحث عن جمرة.. سعيت نحو قناديلها المشتعلة خضرة، وأنا أراقب كيف عانقها تيه الصبا فتخاضلت بساتين وردها ورمانها.. خاطبتها.. اسمعي أيتها الواقفة على مشارف الفكر وشواطئ القلب مطوقة في الجيد بقلائد منظومة من جمان.. أنت موقدي وفيك كل جمري، لكني مازلت أرتعش من البرد. أحاول الوصول إليك وأسعى سعي الفراشات نحو القناديل. أود لو تحرقين أجنحتي، لو تحيلين جسدي رماداً، وتذرين ما بقي منه فوق تربة جسدك الغض.. علني أنبت فيك من جديد. ما أصعب وقتي. ما أحلك ليلي. ما أبطأ ساعتي. وأنا أبحث عنك في داخلي، فتخرجين من نوافذ العين ومع نجيع القلب ترقصين. في فكري تدور صورتك كما طوالع الليل. والكلمات وقد غادرت سطر الكتاب حرة تبحث عن ياسمين الجسد وحرير الروح.
أطلت النظر في سواد عينيك.. لكن القمر لم يطلع في تلك الليلة. غيمة بيضاء بقيت تعكس صفاء لؤلؤة. وصورة لوجهي الحزين سرعان ما عكرها دمع الحنين إليك. من كلماتك العبقرية اخضر يابس كرمي. وبيدك خرجت عناقيد عنبي التي توقفت في الزمن، فاعصريها من جسدي معتقة كما الشوق خالطته صهباء معتقة. سأكتب وأكتب وأكتب لك، بلا حبر، بلا قلم. لاسمك الذي يجري مع الكريات في العظم، سأكتب الترنيمة الأولى لحروفك النارية في الألوان والرسم.
التاريخ: الثلاثاء 28\5\2019
رقم العدد:16988