الملحق الثقافي-سلام الفاضل:
فوق السريرِ سطعتْ
وحيدةً
كأسطورةٍ كتبها الجان
بماءِ الوردِ
بالخلِ
بالقصبِ المنشى
وريحِ الزعفران
فوق السريرِ تكورتْ
وحيدةً
كتفاحةٍ من نار
قضمها صبيٌ
وغرسَ في لهيبها
ناباً من عاج
فأخمدَ جذوتها
وأطفأَ بهجتها
وبكى بغرورٍ
ومضى يزرعُ الدربَ
بالدمعِ، والجرحِ
والآلام
زهرةُ أوركيد هي
صامتةٌ
حزينة
كفرحٍ منسي
كعشقٍ محرمٍ
كأوابدَ عتيقةٍ
بناها الجبابرةُ
في سالفِ الأزمان
زهرةُ غاردينيا هي
نسيها العطرُ
فرَّ من عمرها العمرُ
وأبتْ فراشةٌ سكرى
لثمَ جيدها
كسرَ الجليدِ عن ثغرها
سكبَ العبقِ في زندها
أو لعقَ ما تجمّع
في حجرها من أحزان
مسكينةٌ هي
كغمامةٍ تكوّرَ المطرُ
في رحمها
وأبى النزول
كسعادةٍ مشوهةٍ
لها من الغدِ
نصيبُ الذبول
جميلةٌ هي
كمهرةٍ مكلومةٍ
حفظتْ رسمَها الحقول
كطائرٍ ملونٍ
حرقَ القدرُ ريشَه
ولوّنه بالأسى
وحرّم عليه السرور
فوق السريرِ تربع
كشريرٍ من قصصِ الظلام
كتمثالٍ إغريقي عتيق
كُتب على جبينه
أسماءُ محبوباته
ومن اغتصب الأملَ في عيونهن
من فتيات الحمام
فوق السرير بشراهة
راح يدخن
وقد تراكمتْ على أنامله
وفي مذكراته
قصصُ الغدرِ
والخيانةِ، والآثام
بشعٌ هو.. بليدٌ
وله الغباءُ عنوان
هوايته في النهار
وحين يجيء الظلام
تقطيعُ الورود
وتكديسُ الأثداء
والتباهي بمعشوقاته
أمام الحضور
وبين الأنام
التاريخ: الثلاثاء 28\5\2019
رقم العدد:16988