صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن «المشروع الوطني للترجمة» كتاب (مذكرات على أساور الأكمام)، تأليف: ميخائيل بولغاكوف، ترجمة: شريف ناصر، تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
جاءت كتابات بولغاكوف لتخدم قضية السمو بالشخصية الإنسانية، وتجاوز ما فيها من أنانية وأثرة وزيف ورياء, وبهذا التقت مع المهمة التاريخية لتربية الإنسان الجديد.
تصور أعمال بولغاكوف الحياة العادية للناس دون حذلقة أو تلوين؛ فهو لا ينفك ينتقد بتهكم مر وسخرية لاذعة أولئك المتسلقين والانتهازيين الذين ينقلون البندقية من كتف إلى أخرى، ويجنون من ذلك المكاسب والمناصب.
وبرغم ما لاقت مواقفه هذه من تشجيع مكسيم غوركي واستحسانه، قوبلت بانتقادات مريرة واتهامات له بسوء النية، والأمزجة البرجوازية الجديدة، وهذا ما جلب له مختلف التهم والمكاره والمضايقات، وتسبب بمعاناة قاسية.
يذكّر ما لاقاه بولغاكوف من سلطات زمانه، والمتحمسين لها، والمنتفعين «بدينار أو صحن حساء» بأزمة المثقفين في كل زمان ومكان، حين لا تتوافق الأهواء ولا تنسجم الأمزجة.
في موسكو، جاع بولغاكوف ونام في الشارع حين وصوله إليها من فلاديقوقاز. لكنه لم يهادن ولم يساوم، وبقي حتى الرمق الأخير مصراً على نقل ما يراه بعينيه، لا ما يراه الآخرون.
كتاب (مذكرات على أساور الأكمام)، تأليف: ميخائيل بولغاكوف، ترجمة: شريف ناصر، يقع في ٢٧٢ صفحة من القطع المتوسط،
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992