في مستهل زيارة دولة إلى المملكة المتحدة شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما حادا على عمدة لندن صادق خان.
وشدد ترامب عبر «تويتر»، لدى اقتراب طائرته من مطار «نورثولت» العسكري في ضواحي أكسفورد أمس على أن خان أدى على ما يبدو مهامه في منصب رئيس بلدية لندن «بصورة كارثية» و»كان شريرا بحماقة» إزاء زيارة الرئيس الأميركي إلى البلاد.
ووصف ترامب عمدة لندن بأنه فاشل تام ينبغي عليه التركيز على مكافحة الجريمة في لندن بدلا من الهجوم عليه مقارنا إياه برئيس بلدية نيويورك الديمقراطي بيل دي بلازيو.
ويعرف عمدة لندن بمواقفه المعارضة لترامب وسياسات إدارته، وكان قد ذكر أن الرئيس الأميركي لا يستحق زيارة دولة إلى المملكة المتحدة، مقارنا إياه بالفاشيين من القرن العشرين.
هذا واستقبلت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية أمس في قصر باكنغهام ترامب وزوجته ميلانيا.
ووصل الرئيس الأميركي وزوجته وجزء من الوفد المرافق له إلى القصر الملكي في العاصمة البريطانية لندن على متن مروحية بعد ظهر أمس.
ولم يتردد ترامب في التدخل بالشؤون الداخلية لبريطانيا قبيل وصوله إليها، ففي مقابلات مع صحف بريطانية انتقد الطريقة التي أدارت بها تيريزا ماي المفاوضات مع المفوضية الأوروبية، وقام بتزكية وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذي يؤيد «بريكست» بلا اتفاق، لتولي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لها، كما أشاد بالشعبوي نايجل فاراج زعيم حزب «بريكست» الذي فاز في الانتخابات للبرلمان الأوروبي.
وقد أثارت تصريحات ترامب هذه جدلا حيث أدانها زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، معتبرا أنها تدخل غير مقبول .
وقد دعا ترامب بريطانيا إلى ترشيح نايجل فاراج، رئيس حزب بريكست، ليكون مفاوضا بشأن التوصل لاتفاق نهائي حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
ونقل تقرير إعلامى بريطانى عن ترامب قوله إنه ينبغي على المملكة المتحدة أن ترفض دفع تسوية بقيمة 39 مليار جنيه استرليني (49 مليار دولار) لتغطية التزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي ما لم يكن هناك اتفاق عادل.
ونقلت وكالة أنباء بلومبرغ عن ترامب قوله: أنا أحب نايجل كثيرا، وهو لديه الكثير مما يقدمه.
وكان ترامب قد أبدى رغبته بالأمس في عقد لقاء مع فاراج أثناء زيارة ترامب لبريطانيا.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أن بعضا من مسؤولي ترامب يعملون على ترتيب اجتماع مع فاراج، مرجحا إمكانية عقد ذلك اللقاء اليوم الثلاثاء.
وكغيره من الرؤساء الأمريكيين الذين زاروا بريطانيا، سيركز ترامب على «العلاقة الخاصة» بين بلاده وبريطانيا، التي واجهت اختبارات عديدة مؤخرا في عدد من الملفات الدولية.
كما تضغط واشنطن على لندن لاستبعاد مجموعة «هواوي» الصينية العملاقة للاتصالات من شبكتها للجيل الخامس.
وكما حدث خلال زيارته الرسمية العادية السابقة لبريطانيا في تموز 2018 التي نزل خلالها عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شوارع لندن تنديدا بها، أطلقت هذه المرة أيضا دعوات عديدة إلى التظاهر ضد زيارة ترامب الحالية لبريطانيا.
هذا وقد انطلقت تظاهرات واسعة النطاق رفضاً لزيارة ترامب واحتجاجاً على سياسات إدارته في عدد من الملفات.
وتوقع منظِّمو الاحتجاجات أن يتظاهر مئتان وخمسون ألف شخص على الأقل ينتمون إلى منظمات وقوى مختلفة من بينهم معارضو «بريكست» وغيرهم.
واتَّهم منظمو الحملة المسؤولين الأميركيين بممارسة الضغوط على شرطة لندن لإنشاء منطقة عازلة على طول الطريق التي سيسلكها ترامب إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي معتبرين ذلك انتهاكاً لحقهم في التظاهر.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993