كل يوم تطالعنا أخبار الميدان، بما يظن الجميع أنه خبر عادي ومكرور، أو ربما وقعه سيكون عادياً، ولكن الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها أبداً أن ما نسمعه ونراه ونلمسه من هذه الأخبار لاسيما تلك التي تأتي من المنطقة الجنوبية تدل على مقدار الحقد والضغينة التي ينشغل بها الأعداء على سورية، وكم هم والغون بدمائنا، وتدمير مقدراتنا الحياتية والاقتصادية والاجتماعية من خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة التي نفذوها لسنوات عدة في الجنوب وفي الجزيرة السورية، والرقة وغيرها.
فهل من عاقل يصدق أن أربعة أطنان من المتفجرات الأكثر فتكاً في العالم، يمكن أن تصل إلى مكان ما بمحض المصادفة، من دون ولوغ وانخراط قوى عدوانية كبرى في ذلك؟ بل السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه وعلى العالم كله أن يعلنه بقوة ويسعى لأن يكون في أعلى المنابر الاممية: لماذا هذا الكم الهائل من المتفجرات؟ وضد من سوف تستخدم؟ كيف تصل، ويمنع الدواء عن الشعب السوري، كيف تصل وتمنع ناقلات الوقود؟
بل لماذا يقف العالم صامتاً امام اكداس السلاح التي تكتشف كل يوم، من مولها؟ ومن نقلها؟ ومن رافقها بضخ إعلامي مخادع وكاذب؟ أليس الجميع شركاء؟ أعني تحالف الولايات المتحدة غير الشرعي، مع مال الأعراب الذين لم يشعروا بذرة خجل وهم يقادون كما القطيع إلى ما يسمى قمم.
القدس تقتحم، العربدة الصهيونية مستمرة، الأهوال تحيط بالأمة من كل حدب وصوب، وهم منهمكون بما يمليه عليهم ترامب والذي لا يهمه من المشهد كله مهما كان مستعراً إلا أمران: المال الذي يذهب إليه دون عناء، وتحقيق أمن الكيان الصهيوني، وما تبقى تفاصيل عابرة لامعنى لها.
والأمر مازال مستمراً في صب المزيد من السلاح على نار الإرهاب، في الشمال السوري حيث قطعان الإرهاب برعاية متعددة الأقطاب تشتري 500 طائرة مسيّرة من تركيا كما تناقلت وكالات الانباء وتقاطعت المعطيات، وتعمل بمساعدة خبراء الإرهاب من الغرب على تحسين قدراتها القتالية، ومع ذلك ثمة من يتباكى على هؤلاء ويعمل جاهداً لحمايتهم وتكريسهم عقبة كأداء في الشمال السوري، ويسارع الكيان الصهيوني كلما شعر بهزيمتهم إلى التدخل لعل رسائله تصل إليهم، لكن فاته الاستفادة من دروس الماضي، وحتى الحاضر القريب، فلا مفر لهم من الهزيمة تحت وقع ضربات الجيش السوري، فلا المسيّرات مهما طوروها ستنفعهم، ولا تدخل الاصيل بكل جبروته.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993